كتاب "المصاحف"، الذي ألَّفه العالم الكبير عبد الله بن أبي داود السجستاني، يُعد أحد الأعمال المهمة في التاريخ الإسلامي حيث يستعرض الجهود المبذولة لجمع وتنظيم المصحف الشريف منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحتى عصره. رغم أهميته الأدبية والإسلامية، فإن الكتاب يحتاج إلى القراءة بحذر بسبب عدم تمييز المؤلف للأحاديث الصحيحة من الضعيفة.
عبد الله بن أبي داود، ابن المؤسس الشهير لصحيح سنن أبي داود، هو نفسه إمام وثقة عند أغلب الفقهاء المسلمين. وعلى الرغم من تقارير طفيفة حول فترة شبابه، والتي وردت بشكل رئيسي عبر نقاشاته مع والده حول بعض المواقف الشخصية وليس الروايات التاريخية، إلّا أنّ معظم المؤرخين يعتبرونه شخصية مؤثرة ومعترفاً بمكانته الأكاديمية العالية.
يتميز الكتاب بأنه مصدر غني بالمعلومات حول تاريخ كتابة وتجميع مصاحف القرآن الكريم خلال القرون الأولى للإسلام. ولكن يجب التنبيه إلى أن هذه المعلومات قد تحتاج لتقييم نقدي لأن بن أبي داود لم يكن معروفاً بعمل تفاصيل دقيق بين الأحداث التاريخية والحكم الشرعية أثناء تدوين تلك التفاصيل كما هي الحالة بالنسبة للحفاظ الآخرين الذين نشروا أعمالاهم.
لذلك، يمكن اعتبار كتاب "المصاحف" مرجعاً أساسياً لدراسة الجانب الاجتماعي والتاريخي للتراث القرآني ولكنه يتطلب معرفة دقيقة بالتاريخ الحديث والسيرة الذاتية لكل حديث ومراجعة داخل السياقات المناسبة قبل الاعتماد عليها كمصدر شرعي محدد. باختصار، بينما يعد العمل قيماً للغاية، إلا أنه ليس مثاليًا للدراسات الشرعية بدون التدقيق اللازم.