في سؤالك الشريف، تطرح موضوعًا مهمًا ويتعلق بالواجبات الدينية نحو الوالدين خلال أداء فريضة الحج. حيث ينوي والديك القيام بالحج المتيمم ولكن مع عدم القدرة المالية لشراء الهدي الذي يعد شرطاً للحاج المتيمم وفق الشريعة الإسلامية. أنت، والحمد لله، تمتلك الوسائل اللازمة لتغطية تكاليف الرحلة بالإضافة إلى شراء هداهم.
وفق الفقه الإسلامي، هناك عدة حالات محتملة يمكن التعامل معها بطرق مختلفة فيما يتعلق بشراء الهدي نيابةً عن والديك:
الحالة الأولى: التبرع بالنفقات الشخصية والشراء نيابة عنهما
إذا قررت تقديم المساعدة بشكل كامل، بما في ذلك دفع نفقات رحلتكما وشمولياً شراء الهدايا لهما أيضاً، وهذا عمل محمود جداً وتحسب فيه بإذن الله. هذا العمل يظهر مدى تقديسك واحترامك لواجبات الرعاية تجاه أبويك، ويعتبر جزءاً أساسياً من البر بهم كوصيته الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الحالة الثانية: الاعتماد على صوم عشرة أيام عوضاً عن الهدي
في حال كان لدى والديك العجز المالي لشراء الهدي ولم ترغب في تحمل هذه النفقات الكاملة، يمكنك الاستناد لحالة مماثلة ذكرها الفقهاء. بموجب الأحكام الشرعية، يحق للأب (أو الأم) الذين قد يكون لديهم مشقة مالية كبيرة أثناء فترة مناسك الحج القيام بصيام عشرة ايام فقط بدلاً من الذبح. وذلك استناداً لما ورد في القرآن الكريم:" ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر".
النصائح الأخلاقية والقانونية
على الرغم من إمكانية اتباع الخيار الثاني، إلا أنه يفضل دوماً التحلي بالأمانة والصدق عند التعامل مع أي أمر متعلق بأداء الشعائر الدينية. لذلك، إذا كانت لديك القدرة على توفير كل الاحتياجات الضرورية لأبيك وأمك حتى يتمكنوا من أداء حج ممتاز بدون أي عقبة مادية، فعليك القيام بذلك. لأن "الإحسان إلى الآباء هو أحد أهم المقومات التي يحث عليها الدين الإسلامي".
قد يشكل القرار النهائي بشأن كيفية مساعدتك لإتمام حج أبيك وأمك تحديدياً خاصاً بك وبظروفكما الخاصة. سواء اخترت دعمهما بشكل كامل أو النظر في خيارات أخرى مثل اعتماد يوم الصيام، ستكون دائماً ضمن حدود القوانين والدراسات الشرعية المعترف بها.