الحمد لله رب العالمين، أولًا، نوصيك بتحصين نفسك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم دومًا. فالشيطان يسعى دائمًا لإبعاد البشر عن طريق الحق والدين. لذا، عليك بأن تخوضي مواجهتك لهذا الشعور السلبي بوحدة قوية وثقة أكبر بنفسك وبقدرة الله على التغيير وتحقيق الخير.
التعلق حاجة أساسية لكل فرد خلقه الله سبحانه وتعالى. بدءًا من طفولتنا عندما نتعلق بوالدينا، مروراً بكل مراحل حياتنا المختلفة حيث نشكل روابط جديدة مع الأقارب والجيران والصديقات وغيرهن. هذه العلاقات هي جزء أصيل من نظام حياة أي شخص وصنعته الإلهية. وهي أيضًا وسيلة لتحقيق الامتثال لدين الله فيما تقدمه لنا من توجيهات حول بناء المجتمعات والأسرة القائمة على أساس احترام والتزام قانون الرب.
الزواج يعد ركن أساسي لهذه البنية الاجتماعية والفطرية للإنسان والتي تؤكد عليها كافة الثقافات والحضارات بما فيها الدينية منها والإلحادية. إنه ليس فقط مصدر الراحة والاستقرار الشخصي ولكن أيضا اللبنة الأولى لبناء مجتمع متماسك وعائلة موحدة تقوم بإرشاد الآخرين نحو الطريق المستقيم وفق سنة الله الواحد الأحد.
إذا كنت تشعرين بصراع داخلي شديد مقابل شعورك الطبيعي تجاه الزواج مثل ذكر الفتاة آنفة الذكر، فقد يكون هذا مؤشرًا للحاجة الملحة للاستشارة النفسية المتخصصة. قد يعود السبب لتجاربك السابقة المؤلمة والتي تركت علاماتها داخل عقلك الباطن مما أدى بهذا الوضع الحالي. يجب ألا تعتبري مقاومتك للزواج أمرًا غريبًا أو شاذًّا لأنه يمكن اعتباره شكل آخر لحالة صحية يمكن علاجها تماما كالاختلالات الصحية الأخرى. أخذ يد المعالج النفسي المحترف سيقدم لك نظرة مختلفة للأحداث التي مرت بك ويساعدك على فهم مشاعرك بشكل أفضل ومعالجتها بالأسلوب الأنسب لحالتك الخاصة. بالإضافة لذلك، الدعاء والتوكل على الله والقرب منه هما مفتاح حل معظم مشاكل الدنيا والدين كما قال نبينا الكريم "وما من عبد يدعوني بدعوة إلا آتيتَه إيّاها ما لم يدعني بالأثم". اتمني لك السلام الداخلي والشجاعة لاستعادة توازنك مرة أخرى يا اختاه!