تُعد رحلة نمو الجنين واحدة من أكثر العمليات الطبيعية إيهامًا ورهبةً في عالم البشر. تبدأ هذه الرحلة الرائعة عندما يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة لتكوين الزيجوت - أول خلية في حياة جديدة كاملة. تستمر بعد ذلك رحلة الإنبات والتطوير التي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام أساسية تتوافق مع الأشهر الثلاثة الأولى لكل ثلاثية في فترة الحمل.
في الشهر الأول والثاني، يندمج الزيجوت بسرعة ليصبح كيسة مبايض ثم جنيناً. بحلول نهاية هذا الفصل المبكر، قد يصل طول الطفل فقط حوالي 1 سم ولا يُمكن رؤيته إلا تحت المجهر. لكنه بدأ بالفعل بتشكيل الأعضاء الرئيسية مثل الدماغ والقلب والأمعاء والأطراف. كما يتم وضع أساس النظام العصبي والحبل الشوكي.
بداية الشهر الثالث تشهد بداية ظهور علامات الحياة الخارجية لأول مرة؛ فالعينان تصبحان بارزتين والجهاز الهضمي يعمل بشكل متزايد، بينما يستطيع القلب الضغط الآن بقوة كافية لارسال الدم عبر الجسم. ويبدأ الجلد أيضًا بالتكون ولكن بدون لون وبعد ستة اشهر ، لن تكون هناك غير بصمة أصابع مميزة له حتى الان .
خلال الثلاثية الثانية بين الاسبوع الثاني عشر والخامس عشر وخلال الفترة العمرية ما بين عمر أربعة شهور وستة أشهر، يحدث الكثير من التحولات الهائلة حيث يقوم الجهاز العصبي المركزي بإرسال الرسائل الكهربائية وتنشيط المشاعر والعواطف لدى الرضيع المتنامي داخل الأم باستخدام مراكز المخ المختلفة مما يعطي دلائل واضحة علي قدرته علي الشعور والاستجابة للأحاسيس الخارجيه ولو بطرق بسيطة للغاية . بالإضافة إلى ذلك فإن حاسة الشم والسمع تعبران عن وجودهما بشكل واضح جدا منذ تلك اللحظة وبالتحديد عند الوصول إلي مرحلة نصف العام الصحيحة للحياة الجنينيّة وهي فترة الخمسة شهور ونصف وما يقاربها قليلاً .
وفي الأخير تأتي القائمة النهائية للمراحل الأخيرة والتي غالبًا ما تعتبر الأكثر أهمية بالنسبة للجنين نفسه والأهل كذلك نظرًا لأن الوقت أصبح قصيرا قبل الولادة والتي عادة تحدث بين الاسبوع الثامن عشر والسادس عشر والعشرون وهو ما يعني ان الفترة المؤرخة هنا بعمر سبعة أشهر وثمانية أشهر وأخيراً تسعة أشهر حيث بدأت عملية استعداد الإطار السكان المناسب للإنسان البالغ حديثاً وذلك فيما يتعلق بالنظام الرئوي وجهاز التنفس وغيره العديد من الأنظمة الأخرى ذات الفائدة القصوى أثناء مرحلة الطفولة وسنوات الشباب التالية لها مباشرةً ايضا . ومن الجدير بالذكر انه بحلول انتهاء رحلة الحمل كافة ؛ سيبلغ طوله خمس عشرة سنتميتر تقريباً ويزنة كيلوجرامان اثنان مما يدل بلا شك علی اكتمال النمو البدني والنفسي للفرد المستقبلي بنسبة كبيرة جدًا مقارنة بما كان عليه الحال حين لم يكن سوى زygote صغير جدا ! إن كون الإنسان هو اعظم مخلوقات الله عزّ وجلّ ليس مجرد قول وإنما حقائق علميه مثبتة الي يوم الدين ولعل رحله خلق الانسان خير دليل عليها جميعا!