في موضوع مثير للاهتمام، يناقش العديد من الأفراد حول وجود مني المرأة بناءً على الآراء الطبية والتقاليد الدينية. وفقًا للأدلة القرآنية والسنة النبوية، تؤكد النصوص الشرعية بصراحة وجود مني لدى النساء. رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم أكد بنفسه هذه الحقيقة عندما استشارته أم سليم حول رؤية بعض النساء في المنام نفس الأحلام التي تراود الرجال. رد النبي الكريم قائلاً: "إذا رأتها المرأة فعليها الغسل." ثم توضيحاً لذلك، لاحظ الفرق البيولوجي بين جسم الرجل والمرأة حيث ذكر أن "ماء الرجل غليظ أبيض"، بينما "ماء المرأة رقيق أصفر"، مؤكدا بذلك الاختلاف الفيزيولوجي الذي يؤدي إلى حدوث الحمل.
ومع ذلك، يشهد العالم الطبي تنازعاً مستمرا بشأن هذه القضية الصحية. فقد اتفق البعض على عدم وجود مني عند المرأة، إلا أن آخرين - وعلى رأسهم غاليينوس الشهير - أثبتوا خلاف ذلك. يستند هؤلاء الأخيرون في آرائهم على خصائص عملية وخلويات معروفة مرتبطة بالإباضة وانطلاق البويضات. يبقى الأمر إذن فرعاً من الفروع الخلافية ضمن المجال الطبي رغم توافقه بشكل كامل مع التعاليم الإسلامية المستمدة من الوحي الرباني.
لتفاصيل أكثر حول النقاش العلمي والديني والمعمق لهذا الموضوع، يُرجى الرجوع إلى العمل الأكاديمي الرائد بعنوان "الحواشي الطبية على المتون الحنبلية", كتبه الدكتور محمد فرحات ونشرته دار اللؤلؤة عام ١٤٤٢هـ/٢٠٢٠ ميلادية.
