على الرغم من الشائعات المتداولة حول حكم جامع بين المغرب والعشاء بسبب المطر خلال فترة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن الأدلة الشرعية تدحض هذه الادعاءات. وفقًا للأبحاث الموثقة التي أجراها العلماء مثل Sheikh Albani -رحمه الله-، فإن الحديث الذي يفيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهذا الفعل هو حديث ضعيف المصدر والإسناد.
وقد أكد العديد من العلماء المسلمين البارزين، بما في ذلك Ibn Hajar, Sheikh Albani, and ibn Taymiyyah -رحمهم الله جميعًا-، عدم وجود دليل قطعي على أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا العمل نفسه. حتى في حالة وجود حالات مشابهة أثناء خلافة بعض خلفائه الراشدين مثل ابن عمر، فليس هناك أي دلالة تشير إلى أنها كانت بناءً على تعليمات خاصة من النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الواقع، فإن معظم الروايات الموثوق بها تشير إلى أن الجمع بين الصلاتين في ظروف الطقس السيء مثل المطر كان ممارسة شاعت في المدينة المنورة أثناء عصر الصحابة والتابعين، دون اعتراض أو إنكار منها. ومع ذلك، يجب التأكيد هنا أن هذه الممارسة ليست مستندة إلى هدي أو سنة ثابتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن علماء وفقهاء معروفين مثل Malik ibn Anas و Ahmad ibn Hanbal and Ishaq agreed on this practice as long as it doesn't cause hardship for the community. ومع ذلك، يبقى أنه لم يتم توثيق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الممارسة بشكل خاص.
للخلاصة، بينما قد يكون الجمع بين الصلاتين في حالة المطر ممارسة معتمدة لدى بعض أفراد المجتمع المسلم منذ القدم، إلا أنه لا يوجد دليل شرعي متاح يدعم أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ تلك التقاليد بنفسه. لذلك، ينصح باتّباع الأحكام الشرعية الثابتة والدلائل القاطعة قبل اعتماد أي تغيير أو تكيف جديد في الشعائر الإسلامية.