الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
إكمال الذكر أثناء الشروع في الوضع الذي يليه في الصلاة، مثل إكمال قول "رب اغفر لي" أثناء الشروع في السجود، يعتبر خلاف السنة القولية والعملية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصلي كما رأيناه يصلي، كما ورد في الحديث: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (رواه البخاري).
ومع ذلك، فإن إكمال بعض أذكار الصلاة في غير موضعها لا يبطل الصلاة، ولكنها ليست بالطريقة المشروعة. فقد ورد عن بعض أهل العلم أن صلاة من فعل ذلك عمدًا قد تبطل، وهو قول قوي. لذلك، يجب على المسلم أن يحتاط في أمر صلاته ويؤديها على الوجه المشروع الذي ورد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
يذكر ابن قدامة رحمه الله أن إتيان بذكر مشروع في الصلاة في غير محله، مثل القراءة في الركوع والسجود، أو التشهد في القيام، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، أو قراءة السورة في الأخريين من الرباعية أو الأخيرة من المغرب، لا يبطل الصلاة عمده.
ويوافق المرداوي هذا الرأي، حيث يقول إن إتيان بقول مشروع في غير موضعه، مثل القراءة في السجود والقعود، أو التشهد في القيام، أو قراءة السورة في الأخريين، لا يبطل الصلاة بعمده، ولا يجب السجود لسهوه.
ومع ذلك، هناك من أهل العلم من حكى بطلان الصلاة بتعمده إتيان بقول مشروع في غير موضعه، مثل القراءة في السجود أو التشهد في القيام.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يرى أن إكمال الذكر في غير موضعه لا يبطل الصلاة، ولكنها ليست بالطريقة المشروعة. ويستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قراءة القرآن وهو راكع أو ساجد، والأصل في النهي التحريم. ومع ذلك، فإن الجمهور يرى أن هذا ليس محرما بعينه، ولكنه محرم باعتبار موضعه.
في النهاية، يجب على المسلم أن يحذر من إكمال الذكر في غير موضعه وأن يؤدي صلاته على الوجه المشروع الذي علمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.