الفيروسات كائنات دقيقة قائمة بذاتها تتفرد بين جميع نظيراتها الحية بمجموعة فريدة من الخصائص التي أثارت اهتمام العلماء لعقود طويلة. هذه الجسيمات الصغيرة الحجم، غير قادرة على التكاثر خارج الخلية المضيفة، تعتبر نموذجاً عالي الخصوصية ضمن عالم الأحياء الدقيقة. تتألف الفيروسات بشكل أساسي من جزيء وراثي محاط بطبقة بروتينية تُعرف باسم غلاف البروتين. هذا الغطاء يعمل كنظام حماية لجينات الفيروس أثناء انتقاله عبر الوسائل الخارجية مثل الهواء أو الماء أو الاتصال الشخصي.
من أهم سمات الفيروسات قدرتها الهائلة على التطور والتغير المستمر بسبب الطبيعة المتغيرة والمستمرة لبيئاتها الداخلية والخارجية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك بعض الأنواع القدرة على إدخال موادها الوراثية داخل خلايا مضيفها، مما يؤدي إلى تعطيل وظائفها الطبيعية وتوجيهها لإنتاج المزيد من نسخ نفسها بدلاً من القيام بالوظائف المعتادة.
بالإضافة لذلك، تعد الفيروسات البشريّة مصدر قلق كبير نظرًا لتسبب العديد منها للأمراض الخطيرة بما فيها الإنفلونزا والإيدز وغيرهما الكثير. ومع ذلك، فإن دراسة وفهم هذه النظم المعقدة قد فتحت أبوابا جديدة للتطبيقات الطبية والعلمية الحديثة مثل العلاج باستخدام الفيروسات والتعديل الجيني.
بشكل عام، تبقى فهم خصائص الفيروسات خطوة أولى مهمة نحو تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهتها والسيطرة عليها للحفاظ على الصحة العامة والأمان البيئي.
