إلى كم يساوي أجرها؟.. تفاصيل حول حديث من قال لا إله إلا الله وحدها لا شريك له...

يفتح لنا الإسلام آفاقاً واسعةً من الطاعات والأعمال الصالحة، بما فيها ذكر الله عز وجل. يعد قول "لا إله إلا الله"، مائة مرة في اليوم، إحدى تلك الطاعات ا

يفتح لنا الإسلام آفاقاً واسعةً من الطاعات والأعمال الصالحة، بما فيها ذكر الله عز وجل. يعد قول "لا إله إلا الله"، مائة مرة في اليوم، إحدى تلك الطاعات العظيمة. بحسب الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري والإمام مسلم، فإنه لمن يقول مثل هذا الذكر، تحصل أجر عظيمة: "كان ذلك له عدل عشر رقاب، وكُتب له مائة حسنة، ومحي عنه مائة سيئة...".

يتحدث هذا الحديث عن الثمار الروحية لهذا الذكر المبارك، والتي تشمل مغفرة الذنوب والفوز برضا الرب سبحانه وتعالى. عندما ننظر إلى مصطلحات مثل "عدل عشر رقاب"، يمكن فهمها بأنها تعادل ثواب عتق عشرة عبيد. وبالتالي، يشير هذا إلى حجم الثواب الكبير المرتبط بهذا الذكر المتواضع.

وعلى الرغم من المكافأة الرائعة المرتبطة بهذا الذكر، يؤكد الحديث أيضاً على عدم محدودية رحمة الله وفضله. فهو يستمر بالإشارة ضمنياً بأنه لن يأتي أحد بفعل خير أكبر من مائة تكرار لهذه الجملة الدينية الخاصة إلا إذا قام بإنجاز المزيد منها أو فعل شيء آخر أكثر قدموية في نظر الله.

وهنا يجب التأكيد على أن المقارنة بين هذا الذكر والشعائر الأخرى كالصلاة والصوم والحج ليست هدفاً رئيسياً لهذا الحديث. بدلاً من ذلك، يعكس أهمية وتقدير نوع خاص من التقرب إلى الله خلال هذا العمل المستمر والمستقيم للتعبّد. فالاجر هنا مرتبط مباشرة بالتعمق العقلي والمعرفي لكل كلمة ونطق لها بكل خشوع واحترام.

وفي النهاية، سواء تم زيادة عدد مرات الاستشهاد بهذه الآيات أم أداء أشغال أخرى ذات قيمة عليا لدى الخالق, يبقى تركيز القرآن والسنة دائماً متوجها نحو التعبد المستمر والمتواصل للحفاظ على علاقة وثيقة وطيدة مع الواحد الرحيم الرحمان.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات