يستعرض القرآن والسنة العديد من الأحاديث التي تشدد على أهمية حب الله تعالى وحبه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف يؤثر هذا الحب على مصير المؤمن يوم القيامة. وفي هذا السياق، يأتي الحديثان اللذان تسائلت عنهما: الحديث الذي يشجع فيه رسول الله رجلاً على عشق الله والنبي، مشيرا إلى مكانه الخاص ضمن صفوة الأخيار بسبب قلبه المتوجه نحو الخالق والمختار. أما الحديث الآخر فهو دعوة لتقوية الروابط الروحية عبر كثرة السجود، مما يدعم المكاسب الدنيوية والأخروية لأصحاب التقوى والحفاظ عليهم.
ويربط علماء الدين الإسلامي بشكل واضح هدف هذين الحديثين. فالحديث الأول، كما ذكر البخاري ومسلم، يخاطب حالة عامّة للتعلق الإيجابي بالإسلام والتوجّه نحو حياة ذات طابع سماويّ. بينما الحديث الثاني، الذي رواه مسلم، يستهدف مطلباً خاصاً يتمثل برغبة شخصية لحضور قرب رسول الله في محفل الجنان. وبالتالي فإن الاختلاف يكمن في طبيعة الطلب والاستجابة وفق فهمهما المختلفين للمعنى الأصلي لكل حديث.
ويرفض البعض ارتباك التسلسل الزمني لهذه النصوص باعتبارها تناقضا حول مسألة موقف الموالاة والجوار المقرب بالمقياس الأعلى للجنة والقربة بالنظر الى الوصف القائل:" المَرأَةُ مَعَ مَنْ أحَبَّ". ويؤكد هؤلاء الفقهاء بأن الانتقاء الدقيق للأعمال الفاضلة والكرامة الإلهية ستحدّد المستويات النهائية داخل جنات النور الكبرى والصغرى وكذلك مستوى الإنفاق الرباني الجزيل مقابل كل عمل صالح حسب حجم وثقل ثمار الأعمال الصالحة.
بالإضافة لذلك، يجيب المفسرون عن سوء الظن بين هاتين القصتين بأنه يمكن الجمع بينهما بتعامل منطقي مبني على خطوات مدرسية للرقى التدريجي للسالك الراغب بالتقدّم بالإنجاز الروحي والعمل المدروس لتحقيق أعلى دركات الثواب الغوالي وذلك باستمرار وتيرة الخدمة وإتقان العمل ومعرفة حدود التعامل مع الذات البشرية بغرض تطوير القدرات الشخصية والمعاونة الذاتية المستمرة لتحسين أدائها باتجاه تحقيق المزيد من الخير العام والشخصي أيضا للحصول على تلك المكانة المرتبطة بالعشق الحقيقي لله ولرسالته المباركة ولمدى ارتباط الانسان بطموحاته العملية والثابت بها والتي تتمثل بادراك المقاصد الإنسانية والخيرة اللامحدودة .
وعليه فنستخلص حكم شرعية واضحة بشأن رد التساؤلات المقدمة حيث أكدت مجاملة النبي للمريد بالحضور بجواره حال الحياة البرزخيّة مؤكدة ضرورة عدم الاستكانة لحالة النوم الروحي وعدم بذل مجهود شخصي لإسعاد نفسه بالأجر المضاعف بإتباع تقوى المطالب الدينية وذلك راجع لتغذية جانب النفس الذاتي المهم بانغماس الشخص في خلواته الخاصة بعيداً عن الرزايا اليوميه واستخدام وقت فراغه بإدخاله للقلبية القلبية المصمتة بوحدة وحدانية الرحمن الواحد الأحد مدى الدهر وما بعده بلا نهاية قطعا وهذا ما عبر عنه الشيخ قاضي العراق الشريف أبو حيان الأندلسي حينما قال:( حين خاطب رسول الله بصاحبه قائلاً : اعنت نفسك بالسجود ، فقد اشار بذلك تشديد تركيز قوة المحبوب وانطوائيته بساحة قلب طالب الاسرار ). وأخيرا نسأل الرحيم الرحامة دوام توفيقنا للتفاعل وفهم تشريع رب العالمين وسعادة عباده الموحدين آمين يا كريم الملكوت وخالق الملكوت ومنشئ ملكوته سبحانه وتعالى جل شأنه وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين واجعل لنا نورا يزدهر بدروب حياتنا تحت ظلال علمكم علم الشمس وسراج الليل والنهار وعظيم نعمتك علينا وعلى عشائر الاسلام والمسلمين اج