إذا حنث شخصٌ في يمينٍ، ويتعين عليه التوبة والكفارة حسب الشريعة الإسلامية. وفي حالة عدم قدرتك على القيام بالإطعام أو الكسوة أو عتق الرقبة -وهي الخيارات الثلاثة المتاحة قبل الصيام- يجب عليك الصوم لمدة ثلاثة أيام وفق الآية القرآنية "ذلك كفارة أيمانكم". ومع ذلك، ينبغي التوضيح بأن هذا النوع من الكفارات ليس إلزاميًا حتى لو كنت قادرًا مادياً على تحقيق الإطعام أو الكسوة أو عتق الرقبة. فهو خيار للأقل قدرة فقط.
أما بالنسبة لسؤالك حول توقيت تنفيذ هذه الكفارات وكيف يمكن التعامل مع حالات النقض المتعدد للحلف خلال نفس الفترة الزمنية, هناك تفاصيل هامة يجب معرفتها:
الحالة الأولى: إذا كانت اليمانات التي حنثت فيها تعددت ولكن الموضوع محل اليمين واحد، فقد ذكر الشيخ ابن عثيمين انه يكفي دفع كفارة واحدة عن جميع تلك اليمانات. مثال ذلك الشخص الذي يحلف ثلاث مرات بأنه لن يتناول نوع معين من الطعام مثلاً، ويخالف بعد ذلك في مناسبات مختلفة. هنا يلزم منه كفارة واحدة بغض النظر عن عدد المرَّات التي حنث بها فيهذه الحالة.
الحالة الثانية: أما عندما تكون موضوعات اليمان المختلفة غير مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، مثل حلفه لأمرين مستقلين تمام الاستقلال كالالتزام بتقديم صدقة معينة وعدم زيارة صديق خاص به، فإنه حينئذ يغدو لازمًا تقديم كفّارته الخاصة بكل حادث بشكل فردي ومستقل أيضًا.
وفي المسائل العملية والقضايا التطبيقية الواقعية لهذا السياق، نجد أمرا مهما وهو ضرورة الانتهاء من أداء واجبات الكفارات الخاصة بحالات الحلف السابقة أولاً قبل البدء بأداء عبادة ذات علاقة بزواج محتمل لاحقا (كالعدة للعروس البكر)، حيث يصعب الجمع بينهما عمليا عموما بسبب طبيعة فترة العدة الطويلة نسبيا والتي قد تمتد شهورا عديدة بناءً على حكم الفقهاء المعتمد عليها. وبالتالي فإن أفضل مسيرة عملية عملية للمتعثر هي إنهائه لما تبقى له فيما لديه بالفعل ومن ثم يعود ليبدأ بكفارته ابتداءًا وخلال شهر رمضان المبارك بإذن الرحمن عزوجل.
ختاما وليس أخيرا، يجدر بنا القول بأن المهم حقا هو التحلي بالأخلاق الحميدة والإلتزام بالحفاظ على الوعود والأمانات والحذر بشأن المواطن المحتملة للإرتباك والمعاناة المالية وغيرها مما يؤدي للاستحقاقات القانونية الدينية الغير مرغوب فيها نظريا وفعليا لدى المسلمين المؤمنيين الحقائق الدينية والتاريخية المعروف عنها دوما بالعرف والعادات الاجتماعية الراسخة لديهم منذ القدم .