في ظروف الألم الشديد والتدهور الصحي، قد يحدث اضطراب ذهني يؤثر على القدرات العقلية للإنسان، مما يجعله غير قادر على أداء واجباته الدينية بشكل منتظم. لقد تعرض والدك لهذه الظروف الأخيرة من حياته، والتي تضمنت فقدان القدرة على التفريق بين الأوقات والصلاة بشكل صحيح نتيجة للحالة الصحية الخطيرة. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن الأشخاص الذين يصابون بخلل عقلي مثل حالات الهذيان أو الخرف المرتبط بالعمر الكبير، يتم رفع التكاليف الدينية عنهم طالما استمرت تلك الحالة. وهذا منطبق أيضاً على حالتك الخاصة.
هذا الاستثناء مستند إلى حديث نبوي شريف ورد في كتب الحديث المعتمدة: "رفعت الأقلام عن ثلاثة"، ومن ضمن هؤلاء المصابون بالأمراض الذهنية كالجنون والخرف، وذلك إلى حين تحسن حالتهم العقلية. لذلك، لن يحسب عليك أي تقصير في أداء الواجبات الدينية خلال فترة وجودك تحت تأثير الهذيان. بدلاً من ذلك، يُشدد الفقهاء على أهمية مساعدة الشخص المعني أثناء هذه الفترة الحرجة، بما يشمل تعزيز حضوره في الشعائر الدينية إذا أبدى الرغبة بذلك. وبالتالي، فالالتزام بالإجراءات الطبية اللازمة لتوفير الراحة والرعاية الصحية المناسبة للأهل سيكون الكفيل بتلبية متطلبات الدين والشريعة.
بالإضافة إلى ذلك، تشتهر المجتمعات الإسلامية بالتقاليد القوية لدعم الأحياء والأموات عبر مجموعة متنوعة من الطرق الخيرية. تتضمن بعض الأمثلة الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الأعمال الصالحة للاستفادة القصوى من بركة أعمال الآباء المتوفاة: الدعاء لهم، الاستغفار لهم، تقديم الصدقات المالية نيابةً عنهم، أداء مناسك الحج والعمرة عوضًا عنهم، وقضاء جميع الديون المستحقة عليهم سواء كانت مستحقة لدى البشر أم لدى الله سبحانه وتعالى ("ديون القرب"). من الجدير بالذكر أن الدعاء يعد الأعلى درجة وأكثر فعالية بين كل أشكال البر والإحسان المذكورة سابقاً. نسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدك وأن يتقبله في أعلى جناته مع رسوله محمد ﷺ وصالح المؤمنين ويسكنه الفردوس الأعلى.