في الإسلام، يُعتبر حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حول لمس الشيطان لكل مولود وقت ولادته، بما فيها مريم وابنها، بناءً على الرواية البخارية رقم 3431 التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه. يشرح علماء الدين والفقه هذه الظاهرة ضمن three أنواع من استخدام اللغة العربية العامة والتي يمكن أن تتضمن استثناءات نادرة.
الأولى: العموم المطلق الذي ليس لديه استثنائيات، مثل "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، حيث يشمل الجميع بلا استثناء.
الثانية: العموم مع المعرفة بأن هناك استثناءات محددة خارج السياق العام، لكن يتم تحديدها عبر الأدلة الأخرى. مثال على ذلك، عندما يحرم القرآن الكريم "الميتة والدم" ولكن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بتوضيح الاستثناءات - "الحوت والجراد".
أما النوع الثالث فهو العموم الذي يستخدم رغم معرفتنا القاطعة بأنه يجب عدم تطبيق كامل معناه نظراً لما تخبرنا به الإدراكات اليومية والحس المشترك. أحد الأمثلة المقدمة هو آية "تدمر كل شيء بأمر ربها"، وهي بالتأكيد لا تشمل السماوات والأرض حسب إدراكنا بالحواس.
استنادياً إلى هذا الفهم، فإن وجود حالات فردية بين البشر مستبعدة نتيجة لعوائق خلقية أو أمور أخرى، لا ينفي صحة الحديث النبوي الشريف بشأن عالمية التطبيق لهذا الحدث. فاللغة العربية تستخدم بشكل واسع الأنماط العامة حتى لو كانت تحتوي على استثناءات بسيطة. وبالتالي، فإن تعميم الحديث فيما يخص لمس الشيطان لكافة المواليد يبقى صالحاً بغض النظر عن الاستثناءات النادرة والمحدودة.