التعليم المختلط: رؤية شرعية ومعالجة عملية

يعتبر موضوع اختلاط الرجال والنساء في أماكن التعلم مثل المجالس الدراسية قضية حساسة تحتاج إلى دراسة عميقة وفقا للأحكام الإسلامية. يشرح الشيخ ابن تيمية أ

يعتبر موضوع اختلاط الرجال والنساء في أماكن التعلم مثل المجالس الدراسية قضية حساسة تحتاج إلى دراسة عميقة وفقا للأحكام الإسلامية. يشرح الشيخ ابن تيمية أنه رغم كون الاختلاط عاملاً محفزاً للفتن والمفاسد الاجتماعية كالاسترسال في النظرات غير الشرعية، إلا أنه في المجتمعات حيث أصبح الاختلاط أمراً معتادا، يجب مراعاة حالة الضرورة والحاجة للتعلّم.

في هذه الحالة الخاصة، يوصي الفقيه بأن تكون المرأة مخفية بحجاب كامل ومستترة عن الأعين، ويجب فصل الرجال والنساء جغرافياً قدر المستطاع - مثلاً، يجلس الرجال أمام النساء-. وفي الواقع العملي، قد يكون من الصعب تطبيق الفصل الكامل بسبب الاعتيادات السائدة. لذلك، تُسمح بتلك الاجتماعات تحت ظروف معينة كحل لأخف الشريْن، بشرط اتخاذ الخطوات لتقليل حدوث أي مواقف مؤدية للمفاسد.

لكن على المعلمين والدعاة التحلي بشجاعة تغيير الوضع الحالي. بدلا من الانقياد لمعتقدات مجتمعية خاطئة، عليهم الدعوة لإقامة حلول مستقبلية تمكن من تجنب الاختلاط تماما. فعلى سبيل المثال، بإمكان الداعية عقد محاضرات متعددة ضمن فترات مختلفة أو استخدام مساحات منفصلة إن أمكن. وإذا اضطر الأمر للاستمرار بممارسات مماثلة حالياً، يجب دائماً التركيز على تقوية دور الحجاب وتعزيز قواعد اللباقة والسلوك المرتبط بها.

وفي النهاية، يؤكد النص أهمية عدم تقديم التنازلات المفرطة بشأن الأحكام الشرعية بسبب التأثر بالأنشطة اليومية الأكثر انتشارا والتي غالبًا ما ترتكز عليها الثقافات الحديثة. فالرسالة الرئيسية هي تحقيق توازن فيما بين احترام الثوابت الدينية وتحقيق ضروري المعرفة بدون الوقوع فريسة للمعارضة المجتمعية التقليدية المفتوحة للاختلاط الجنسي داخل نطاق الدراسة والتدريس.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer