إن رحلة نمو الطفل في أحشاء الأم مليئة بالعجائب، بما فيها مراحل نومه الصحيحة التي تتشكل قبل ولادته بفترة طويلة. يبدأ كيان النامي صغير الحجم جدًا - بحجم البذرة تقريبًا عند بداية الحمل، لكن هذه الفراشة الصغيرة بدأت بالفعل في اكتشاف العالم بطريقتها الخاصة.
في الأشهر الأولى للحمل، قد يبدو الأمر كما لو أن جنينك يستريح طوال الوقت بسبب عدم وجود دورية واضحة للنشاط والاسترخاء. هذا ليس صحيحًا تمامًا؛ فحتى أثناء تلك الفترة المبكرة، يقوم الجسم بتأسيس أساسيات نظام النوم الخاص به. يمكن للأخفاف الدقيقة للجسم المتنامي داخل الرحم رصد تغيرات الحالة العقلية والنفسية للمرأة الحامل والتي يمكن ترجمتها إلى إشارات للنوم والاستيقاظ.
مع تقدم الحمل، تصبح دورات نوم الجنين أكثر تنظيمًا وأكثر تشابهًا معThose of a child بعد الولادة. غالبًا ما يشهد الربع الأخير من الحمل قيام طفلك بالنوم والإستيقاظ عدة مرات خلال اليوم بنمط مشابه لما سيحدث عندما يكون خارج الرحم لأول مرة. ويشبه ذلك الكثير مما يحدث لنا نحن البشر بالغا وكان الأطفال أيضًا! فالجنين يتعلم كيفية تنظيم دورة اليقظة لنظام الساعة البيولوجية الداخلي لديه، وهو أمر حاسم لصحته العامة وسعادته مستقبلاً.
قد يثير اهتمامك معرفة أنه حتى الأفكار والأفعال التي تقوم بها الأم تؤثر بشكل مباشر على سلوك نوم حملها. دراسات أخيرة أكدت ارتباط الإثارة والعواطف القوية لدى النساء الحوامل بانقطاع فترات راحة رضيعهنّ الداخلية مما يدلُّ على مدى تعقيد العملية وترابطهما الوثيق رغم المساحة الضيقة بينهما.
وفي النهاية، فإن التعرف على طبيعة ودروس النوم لدى جنينك يعطي منظورًا جديدًا حول أهمية الراحة والسعادة لعائلتك الجديدة الواعدة. إن القليل ممن يفكرون فيما إذا كان أبناؤهم المستقبليون يحلمون فقط أو يرغبون بشدة بالحركة والكشف عن أسرار عالمهم الصغير الغامض بينما هم آمنون ومحميون داخل أحشائكم الجميلة.