تعدّ عملية تكميم المعدة، والمعروفة أيضًا باسم ربط المعدة، واحدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً لمحاربة السمنة الزائدة حول العالم. هذه الطريقة تتضمن تقليل حجم المعدة إلى حوالي عشرين بالمائة فقط من حجمها الطبيعي باستخدام تقنية الربط أو القطع. هذا الحدث يؤدي إلى الشعور المبكر بالشبع بعد تناول الطعام، مما يساعد الأفراد الذين يعانون من الوزن الزائد في التحكم بمأكلهم بشكل فعال ودائم.
في البداية، يتم إجراء الفحص البدني الشامل للمريض قبل تحديد موعد الجراحة. يهدف هذا الفحص إلى التأكد من أن الشخص مرشح مناسب للعملية وأن صحته العامة تسمح بذلك. قد يشمل ذلك اختبارات الدم للتأكد من مستويات الفيتامينات والأملاح المعدنية وكفاءة وظائف الجسم الأخرى.
خلال النهار نفسه للجراحة، سيبدأ الفريق الطبي بإعطاء المخدر العام للمريض حتى لا يشعر بأي ألم أثناء الإجراء. بعد ذلك، يقوم الجراح بتشكيل ثقب صغير عبر الجلد ويدخل المنظار والمعدات الخاصة لتحديد موقع الجزء من المعدة التي سيتم قصها. عادة ما تكون المنطقة المستهدفة هي أعلى جزء من المعدة لأنها الأكثر نشاطا في إنتاج هرمون الغريلين - الهرمون المسؤول عن الشهية والشعور بالجوع.
بعد القطع المناسب وبقاء لوحتين معديتين فقط متصلتين بالمريء والبقية محجوبة عن الجهاز الهضمي، يُطلق عليه اسم "التكميم". ثم تُغلق الفتحة الصغيرة بطرق مختلفة حسب نوع الخياطة المستخدمة وقد تحتاج بعض الحالات لعمل فتح أكبر قليلاً ولكن بشرط عدم التأثير السلبي على جماليات البطن فيما بعد.
بالرغم من فعالية عملية تكميم المعدة في خسارة الوزن ومعالجة مشاكل الصحة المرتبطة بالسمنة مثل أمراض القلب والسكري واضطرابات المفاصل وغيرها الكثير؛ إلا أنها تحمل مجموعة معينة من الآثار الجانبية والتي تشمل عدم الراحة المؤقتة خلال فترة التعافي، خطر العدوى ونزيف موقع شق الجرح، بالإضافة لصعوبات محتملة في امتصاص العناصر الغذائية الضرورية بسبب تغيير مسار الطعام داخل الجسم. ولذلك فمن المهم جداً اتباع نظام غذائي غني ومتنوع تحت إشراف متخصص تغذية وممارسة الرياضة بصورة منتظمة للحفاظ على النتيجة المثلى والحصول على نمط حياة صحي مدى الحياة.
