بعد دراسة متأنية للحديث المذكور، نجد أن هذا الحديث ورد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد أيضًا من كلام سفيان الثوري. ومع ذلك، فإن سند الحديث ضعيف للغاية.
فيما يتعلق بالسند الأول، الذي رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، فإن شيخ الطبراني، محمد بن زكريا، ضعيف ومتهم بوضع الأحاديث. كما أن العباس بن بكار، وهو أحد رواة هذا السند، ضعيف أيضًا. وقد حكم الشيخ الألباني على هذا الحديث بأنه موضوع.
أما السند الثاني، الذي رواه الطبراني في "الدعاء"، فهو أيضًا ضعيف. حيث أن وداع بن مرجى، وهو أحد رواته، لم يتم توثيقه بشكل كافٍ. بالإضافة إلى ذلك، فإن شيخ الطبراني في هذا السند، محمد بن صالح، مجهول.
وعلى الرغم من ضعف هذه الأسانيد، إلا أن هناك حديثًا آخر يدعم فكرة أهمية دعاء ذي النون، وهو دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". هذا الدعاء ورد في القرآن الكريم في سورة الأنبياء (87-88)، وورد أيضًا في حديث صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
في الختام، لا يمكن الاعتماد على الحديث المذكور في السؤال بسبب ضعف أسانيده. ومع ذلك، فإن دعاء ذي النون له مكانة خاصة في الإسلام، ويمكن للمسلم أن يستفيد منه في دعائه.