هل يجوز شرعاً التبرع بالدم مقابل الطعام والشراب أو التعويض النقدي؟

التعليقات · 3 مشاهدات

التبرع بالدم عمل نبيل ومعروف في الإسلام، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من سقى مسلماً سقياً فله مثل أجره" وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم "م

التبرع بالدم عمل نبيل ومعروف في الإسلام، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من سقى مسلماً سقياً فله مثل أجره" وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد". لذلك، يعد التبرع بالدم نوعاً من أعمال البر والإحسان التي تشجعها الشريعة الإسلامية.

أما بالنسبة لسؤالك حول أخذ تعويض نقدي أو طعام وشراب مقابل التبرع بالدم، فالفتوى تختلف حسب الظروف. أولاً، يجب التأكد من أن العملية ليست بيعاً للدّم، لأن بيع الدم محرم بحسب الآية القرآنية في سورة المائدة "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ"، وكذلك الأحاديث النبوية الصحيحة التي تنهى عن ثمن الدم.

في حالة التبرع بالدم بدون أي نية للبيع، حيث يهدف الشخص فقط لإحداث الخير والفائدة، ثم يأخذ الطعام والشراب كتعبير عن الإحسان والتقدير وليس كوعد مسبق للتعويض، فإن هذا جائز شرعاً. إذ لا يوجد هنا اتفاق على المبادلة أو المعاوضة، وهي أساس عقد البيع.

ومع ذلك، هناك استثناء عندما تكون هنالك ضرورة ملحة لاستخدام الدم لأسباب طبية، وفقط في تلك الحالة يمكن أخذ التعويض. ولكن عندها أيضاً، الذنب يرجع إلى الطالب للعلاج.

كما أكد مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي على عدم جواز بيع الدم بشكل عام، ولكنه يسمح بتقديم هبات أو مكافآت مادية للتبرع بالدم كنوع من التشجيع للعمل الخيري والإنساني.

وفي النهاية، إذا قررت قبول التعويض سواء كان طعاماً أو نقوداً لتغطية تكلفة العلاج مثلاً، فتوجه بها إلى الإنفاق على نفسك أو توزيعها كصدقات. بارك الله في جهودكم وحفظكم دائماً.

التعليقات