هل يمكن للمؤمن أن يشمل ثواب أعماله على الآخرين؟ حكم شرعي ودليل من القرآن والسنة

التعليقات · 11 مشاهدات

في سؤال حول مدى امتداد ثمار العمل الصالح لأعمال المؤمن إلى غيره، توضح لنا هذه الفتوى أن الآيات القرآنية التي تشير إلى أن "كل نفس بما كسبت رهينة" (المد

في سؤال حول مدى امتداد ثمار العمل الصالح لأعمال المؤمن إلى غيره، توضح لنا هذه الفتوى أن الآيات القرآنية التي تشير إلى أن "كل نفس بما كسبت رهينة" (المدثر: 38) و"ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره" (الزلزلة: 7)، ليست بتلك التي تنفي تماماً مشاركة الثواب مع الآخرين. بل هي بيِّنات لإعادة الخلق لصنعتهم بأنفسهم، وبأنَّ كل فعل صالح أو سيء يعود بالنفع أو الضرر إلى صاحب العمل فقط. ولكن هناك أدلة أخرى تؤكد قدرة المرء على إيصال بركات أعماله إلى الآخرين عبر وسائل مختلفة مثل الدعاء، الدعوة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد أكدت السنة النبوية النورانية هذا أيضًا، حيث ورد حديث أبي هريرة وآخر أبو مسعود الأنصاري الذي يؤكد أن الشخص الذي يدعو إلى الخير يحصد جزاء مثل جزاء من اتبع هديه بلا نقصان من عطاياهم الأصلية. وهذا النوع من أعمال البر يعتبر جزءًا مما أمرنا به الشارع الكريم لنحققه لنفوسنا وللبشر عامة.

وعليه فإن تعزيز القيم الإيجابية وتوجيه البشر إلى الطريق المستقيم يعد نوعًا آخر من أنواع الأعمال الصالحة التي تنفع النفس وتبارك في حياة الآخرين أيضاً. ومع ذلك، تجدر الإشارة هنا مرة أخرى إلى عدم وجود تناقض بين هذه النصوص والنصوص الأخرى المدروسة سابقًا والتي تبين فردية الجزاء الأخروي لكل واحد حسب اختياراته الشخصية. إنها مجرد جوانب متكاملة من التشريع الرباني الواسع بشأن الحياة الدنيوية والحياة الآخرة ومكانة العلاقة الاجتماعية للحالة الإنسانية ضمن منظومة الكون الرحيمة.

التعليقات