في سياق المسائل المالية داخل العائلة الإسلامية، هناك العديد من القضايا الدقيقة التي تحتاج إلى توجيه وفق الشريعة الإسلامية. عندما تواجه موقفًا مثل الذي وصفته - حيث تريد الزوجة تقديم دعم مالي لك بسبب وضعك الاقتصادي الحالي، ولكن الأم ترغب في منع ذلك - يمكن فهم التوتر والتناقضات الثقافية والأسرية.
وفقًا للشريعة الإسلامية، يجب على المرء طاعة والديه في الأمور غير المحظورة وغير الضارة بهم. كما ذكر الشيخ ابن تيمية و ابن حجر، ليس عليك اتباع رأي والدتك إذا كانت رغبتها لن تعود بالنفع عليها وليس فيها ضرر لك. في هذه الحالة، الحصول على المال ليس أمرًا محظورًا بموجب الشريعة، خاصة وأن الغرض منها هو مساعدتك على تحقيق هدف مشترك وهو بناء بيت مستقل لعائلتكما الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تزويج الرجل للمرأة بما يسمى "الدخول"، والذي يشمل منحها مهر الزواج، يُعتبر نوعًا من أنواع الهبات القانونية حسب الفقه الإسلامي. حتى لو اختارت زوجتك استخدام جزء من ميراثها لإتمام المنزل، فهو حق مشروع لها ويمكن اعتباره هدية طيبة القلب ونحلة متبادلة بينهما.
ومع ذلك، إذا شعرت بأن أي إجراء قد يؤدي إلى الشعور بالتقليل من قدر أحد طرفين أو التأثير السلبي على علاقتك الزوجية أو احترام الأم، فقد يكون من الأفضل حل الأمر بطريقة تبقي جميع الأفراد سعداء. ربما يمكنك التفكير في جعل الملكية مشتركة لكليكما بصورة قانونية وهندسية لتوفير راحة البال لكل الأطراف.
في النهاية، الهدف الأساسي هنا هو الحفاظ على السلام والاستقرار داخل العائلة وفي نفس الوقت التصرف بشكل صحيح ضمن الحدود الشرعية.