في العديد من الآيات القرآنية، يوصف الله تعالى بأنه يلعن الكافرين أو أولئك الذين آذوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. اللعن حسب التعريف الديني يعني الطرد والإبعاد عن رحمة الله. لكن يجب التنويه إلى أن هذا الحكم مرتبط بموت الشخص وهو يكفر.
إذاً، بالنسبة لأولئك الذين يدخلون الإسلام رغم وجود ذكر لهم في بعض الآيات بأنهم ملعونون، يمكننا القراءة على أنها تشير فقط إلى حالة الموت وهم كفار. ولكن وفقًا لما ورد في القرآن نفسه، الباب أمام التوبة مفتوح دائماً. سواء كانت التوبة قبل الموت أم بعده، فهي تبعد الشخص عن "اللعن".
مثلاً، يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ." (آل عمران: 159-160).
في الواقع، بالنسبة للمعنيين تحديداً، يشدد الفقهاء على عدم جواز اللعن بسبب احتمالية قبول دعوة الإسلام منهم. بينما يجوز بشكل عام وصف مجموعة من الأشخاص بالعقاب الأخروي بسبب أعمال معينة مثل الكفر، فإن وضع الأفراد المختلفين داخل تلك المجموعة يحتاج إلى توضيحات أكثر تفصيلاً بناءً على ظروف حياتهم الخاصة. وهكذا فإن مصطلح "اللعن" الذي يبدو شديداً في بعض النصوص القرآنية يأخذ معنى أكثر مرونة عند دراسته عبر عدسة العقيدة الإسلامية المتسامحة بشأن قبول التائب والكافر المحتمل السابق.