فيما يتعلق بحكم "حرز الإمام علي"، وهو دعاء مشهور نسبيًّا ضمن الدوائر الشيعية، فإن هذا النص لم يتم التأكد منه علميًّا بأنه فعلاً يرجع للإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. رغم ذلك، القلق الأكبر هنا ليس فقط حول مصدر هذا الدعاء ولكن أيضًا طبيعته ومحتواه المحتمل.
من الناحية العملية، الأدعية التي نستقيها يجب أن تكون مستندة بشكل قوي على السنة النبوية أو التعاليم الإسلامية الراسخة. وهذا يعني أن التركيز الثقيل على الأدعية المكتوبة حديثًا والتي ليست مرتبطة تاريخياً بالسلف الصالح يمكن أن يؤدي إلى مخاطر. أولاً، هناك احتمال بأن تتضمن مثل هذه الأدعية أفكاراً بدعية أو حتى أشكالية دينيًا. ثانيًا، بالتالي، قد تنطوي على خطر الانضمام إلى الطرق البدعية بسبب اعتقاد خاطئ أنها جزء من الدين التقليدي.
يتوافق هذا الرأي مع تعليمات العديد من علماء الدين المسلمين الذين أكدوا على أهمية اتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإلتزام بالأدعية المعروفة التي وردت في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي. إن ابتكار أدعية جديدة بدون دليل صحيح قد يعتبر نوعاً من الابتداع في الدين، وهو أمر يحذر منه القرآن الكريم نفسه. لذلك، بينما لا يوجد مانع شرعي من استخدام بعض جوانب هذا الدعاء الفردي، فإن الاعتبار العام هو الحاجة إلى التحقق والتأكيد من المصدر قبل الاعتماد المستمر عليه كممارسة روحية متكررة.
وفي النهاية، الغاية القصوى للدين الإسلامي هي تحقيق العبودية لله والثقة فيه وفقاً لما جاء في الوحي الرباني والنبوي. لذا، يجب دائمًا البحث عن الأدلة الثابتة عند اختيار طرق التواصل الروحي الشخصية.