قرار شرعي بشأن التعسف والتخاصم بين الأزواج

التعليقات · 4 مشاهدات

في هذه الفتوى، نستعرض موقفاً شيقاً حيث تُطالب امرأة بغفران زوجها الذي تعرض لها ظلماً وتعسّفا خلال فترة زواجهما التي استمرت لعشرين عامًا وأنجبا فيها أر

في هذه الفتوى، نستعرض موقفاً شيقاً حيث تُطالب امرأة بغفران زوجها الذي تعرض لها ظلماً وتعسّفا خلال فترة زواجهما التي استمرت لعشرين عامًا وأنجبا فيها أربعة أولاد. فقد قرر الزواج مرة أخرى قائلاً إن حسن معاملته لزوجته الجديدة ستكون سبباً مغفرته لما بدر منه سابقاً. وبناءً على الأحكام الشرعية، إليكم التفصيل:

الحكم الأول: طلب المرأة للطلاق

يمكن للمرأة طلب الطلاق لأسباب مختلفة ومنها سوء العلاقة الزوجية حسب الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، فإن القيام بذلك بدون داعٍ يعد أمرًا غير مستحب عمومًا وفق رأي العديد من العلماء الذين اعتبروا الأمر مشابهًا لإضرار الشخص لنفسه وما ينتج عنه الضرر أيضًا لشريك حياته. كما أكد أحد الرواة بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصف الطلاق بأنه "أبغض الحلال" ولكن فقط عندما يتم تنفيذه بلا مسوغات مشروعة. وهذا يعني أن الطلاق جائز ولكنه غير مرغوب إلا عند وجود ضرورة ملحة لذلك مثل سوء الخلق مثلاً.

الحكم الثاني: تعليق الزوجة

تعريض المرأة للحالة المؤقتة والتي تكون فيها خارج دائرة كونها زوجة بالمطلق ومتحررة تمام الحرية كي تفعل ما تشاء كذلك -هي حالة مذمومة طبقا للعادات الاجتماعية الدينية. فهذه الحالة ليست ضمن الحقوق المنصوص عليها قانونياً بالشريعة الإسلامية واحترام الدين والأخلاق الحميدة إلزاميان هنا أيضاً إذ يجب تقديم الطعام والسكن وغيرهما مما هو ضمن واجبات رب الأسرة تجاه أفراد عائلته حتى لو كانت هنالك خلافات بسيطة داخل البيت.

الحكم الثالث: رد الظلم وصلاح حال الزوج الجديد

إذا قام أحد الأطراف باغتصاب حق الآخر دون وجه حق فالخطوة الأولى نحو تصحيح الأمور تتمثل بالتوبة والاستغفار ثم إعادة الاعتبار لحق الغريم سالبه بأمانة ودون تأجيل. أما فيما ذكرته الزوجة الأخيرة حول قدرتها لتحويل قلب الله بها بسبب سلوكيات جديدة حسنة تجاه زوج آخر فنحن نخبرك يا قارئة العزيزة بان مثل تلك الأفكار خاطئة وخارج اطار فهمنا للدين الاسلامي وذلك لأن الفكرة أنفسها قائمة علي أساس مخالف للإسلام حيث انه ليس هناك اي دليل يدعم فرضية ان العمل الصالح لدى طرف ثالث يمكن يستطيع امتصاص الاعمال السيئة المرتكبة ضد طرف اول .

وفي ختام قول نا نقصد توجيه رسالة واضحة مفادها عدم قبول ثقافة التنصل من المسؤوليات تحت حجج واهية كهذة بينما تسعى المجتمعات المسلمة اليوم لتحقيق العدالة الاجتماعية والإصلاح الذاتي للمجتمع عبر التشجيــع علــى أخـــلاق كريمة وتحسين العلاقات الإنسانيـة جميعا بما فيها روابط الزواج المقدسة لتكوين مجتمع متكامل المواهب والقيم الأخلاقية الأصيلة.

التعليقات