في سياق التقدم لوظيفة، قد يواجه البعض مشكلة في ذكر جميع الخبرات العملية في السيرة الذاتية، خاصة إذا كانت بعضها قصيرة أو لم تكن ذات صلة مباشرة بالوظيفة المطلوبة. في هذه الحالة، يعتمد الحكم الشرعي على حالتين:
الحالة الأولى: إذا اشترطت الجهة الوظيفية ذكر جميع الخبرات، فإن المسلم ملزم بالوفاء بهذا الشرط. هذا بناءً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلمون عند شروطهم"، مما يعني أن المسلم ملزم بالوفاء بالشروط التي يوافق عليها.
الحالة الثانية: إذا لم يكن هناك شرط محدد، ولا ينطوي قلب المتقدم على أي غش، فإنه يجوز له ستر بعض الخبرات التي لا تؤثر سلبًا على العمل. ومع ذلك، يجب أن تكون الخبرات المذكورة صحيحة ولا تحتوي على كذب أو غش.
في كلتا الحالتين، يجب على المتقدم للعمل أن يتجنب الكذب والغش، لأن ذلك محرم في الإسلام. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". لذلك، من الأفضل أن يكون المتقدم صادقًا وشفافًا في جميع جوانب سيرته الذاتية.
أما بالنسبة لحكم الراتب المكتسب من العمل، فإذا كان العامل يؤدي عمله على الوجه المطلوب، ولم يكن لشهادة الخبرة أثر في زيادة الراتب، فلا حرج عليه في الانتفاع به. ولكن إذا كان الغش قد أدى إلى الحصول على الراتب، فإن العامل آثم ويجب عليه التوبة إلى الله.
في النهاية، يجب على المسلم أن يتذكر أن الوفاء بالعهود والشروط هو أمر مأمور به في الإسلام، وأن الغش والخيانة محرمة.