ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش أطروحة "مجال ذهني خالٍ من الضوابط"، حيث يطرح سند الدين الهضيبي سؤالًا: هل يمكننا حقاً أن نتخيل فضاءً خالياً من القوالب والضوابط؟ أم أن طبيعتنا البشرية تقتصر على التقييد والتأقلم مع الإطار المألوف؟
تُحاول حسناء بوزرارة وضع صيغة أولى للنقاش، حيث تُعتبر المجال الذهني بمثابة فضاء مفتوح لا يقتصر على الخيال فقط، بل يُمكن استغلاله في تجربة الأفكار والاحتمالات التي قد تبتعد عن الواقع الملموس.
تُشير مجدولين السيوطي إلى أن التخيل هو عملية بناء وإبداع تتناسب مع قوانين العقل البشري، وتُقترح فكرة فصل الخيال عن الواقع بوضوح.
الردود المتنوعة
يرى ريم بن غازي أن التفريق بين الخيال والواقع ليس واضحًا كما يُفهم، ويقترح أن كل شيء بعيد عن الواقع الملموس هو بالضرورة خيالي. وتُشكل هذه الفكرة نقطة خلاف مع مجدولين السيوطي.
في المقابل، ترى رندة السبتي أن المجال الذهني يُمكن استخدامه للتخيل ولكن يجب ألا ننسى أن كل الأشياء التي نتشارك بها في الحياة تُسلس بداخل قوالب معينة. ويُقترح أن الإبداع نفسه يحدث داخل القوالب والأنماط السابقة، مُشكلًا نقطة خلاف مع من يعتقدون بالمجال الذهني كفضاء خالي تماماً من الضوابط.
يزيد زيدون الرشيدي من إثارة النقاش، حيث يُشير إلى أن الخيال هو تجسيد للخيال الذي نتشارك فيه كبشر، وأن قوانين "العقل البشري" هي مجرد خيالات جماعية أصبحتنا نشعر بها وكأنها حقيقة. ويُقترح بدلاً من البحث عن مجال ذهني خالٍ من الضوابط، أن نستكشف هذه القوالب ونحاول كسرها.
تُؤيد بثينة بن شعبان فكرة ريم بن غازي، حيث يُنظر إلى المجال الذهني على أنه مجرد إعادة إنتاج للأفكار.
خلاصة النقاش
يتضح من النقاش أن هناك وجهات نظر متعددة حول طبيعة المجال الذهني. فبينما يعتقد البعض أنه فضاء خالي تماماً من الضوابط، ينظر آخرون إليه على أنه مصدر لابتكار وتحدّث مع المعطيات المألوفة.
يُمكن تلخيص النقاش في: * **الخيار الأول:** المجال الذهني كفضاء خالي من القوالب والضوابط، مُمكنة للخروج عن الإطار المألوف. * **الخيار الثاني:** المجال الذهني كمصدر لابتكار وتحدّث مع المعطيات المألوفة، يُمكن استغلاله للتأمل والتجريب داخل الإطار المألوف.
يُشكل هذا النقاش مفتاحًا لفهم طبيعة التفكير البشري وكيفية استخدام المجال الذهني لإحداث التغيير.