في حالة وفاة أحد المسلمين، يتم وضع نعشه خارج المسجد بسبب ظروف غير متوقعة مثل انتهاء وقت الصلاة أو مشكلات عملية أخرى. يسأل البعض عن مشروعية أداء صلاة الجنازة بينما يكون النعش موجودًا داخل السيارة. هذا المقال يستعرض الرأي الشرعي لهذه القضية.
وفقاً للمذاهب الفقهية المختلفة، فإن هناك خلاف حول صحة صلاة الجنازة عندما يكون المتوفى محمولاً على شيء ما أو بعيداً عن رؤية المصلين بحائل. الحنفية والمالكية والحنابلة يشترطون تواجد المتوفى بشكل ظاهرٍ بين يدي الإمام، مما يعني بطلان الصلاة إن كان النعش داخل سيارة أو خلف جدار مسجد.
بينما يرى الجمهور -مثل الشافعية- أن صلاة الجنازة صحيحة حتى وإن كان المحتضر محمولاً، سواءً على ظهر شخص أو حيوان أو داخل صندوق مغلق، طالما كان الاتجاه نحو القبلة وتم احترام مسافة حددتها بعض المصادر الشرعية. ومع ذلك، يجب التأكد من عدم وجود حاجز كبير بين المصلين والجثمان خلال الفترة كلها التي تؤدى فيها الصلاة.
إذا تم اتخاذ القرار بالصلاة على الجنازة الموجودة داخل السيارة، فالحكم الشرعي وفقًا لحسن الظن هو قبول تلك الصلاة حسب وجه من وجوه النظر القانونية لدى بعض الفقهاء المدققين الذين يغلب عليهم جانب التيسير والتسامح فيما يتعلق بشروط وأركان هذه الشعيرة الهامة. ولكن بناءً على إرشادات أغلبية الفقهاء، يعد تأمين نقل الجثة لأرضيات المسجد وخارج أي حواجز مادية أفضل طريقة للتأكُّد من شرعية وصحة الطقوس الطقسية المرتبطة بصلاة الجنازة. لذلك ينصح باستعادة ترتيب وتجهيز المكان بما يلائم شروط الوضوح والبراءة الشرعية قدر المستطاع تزامنا مع تعامل الجميع بتكاتف وتعاطف مع أهل الميت وحفظ حقوقهم الروحية والنفسية الأساسية كذلك.