تُعتبر رعشة اليد ظاهرة شائعة قد تصيب الأفراد من جميع الفئات العمرية لأسباب متعددة. هذه الحركة غير الطوعية يمكن أن تكون بسيطة ومؤقتة، لكن في بعض الحالات قد تتسبب في مشاكل يومية كبيرة وتأثير سلبي على نوعية الحياة. دعونا نتعمق أكثر في معرفة ما هي تلك الأسباب الرئيسية لهذه الرعشة وكيف تؤثر على الصحة العامة للفرد.
الأولى بين الأسباب الأكثر شيوعاً لـ رعشة اليد هو التنكس العصبي المرتبط بالشيخوخة. مع تقدم العمر، تبدأ الخلايا العصبية في الدماغ بالتلف بشكل تدريجي مما يؤدي إلى ضعف التحكم بالحركات الصغيرة مثل رفع القلم أو حمل كوب الماء. هذا النوع من الرعشة يُطلق عليه "الرعشة الناتجة عن الشيخوخة".
القلق والتوتر هما عاملان هامان آخران يسببان رعشة اليد. الحالة النفسية يمكن أن تعزز نشاط الجهاز العصبي الودي الذي يحفز الجسم للاستجابة للأحداث المحفزة. عند الشعور بالقلق الزائد، قد يحدث اهتزاز خفيف في اليدين كجزء من رد فعل الجسم تجاه الضغط النفسي.
كما يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً في ظهور رعشة اليد. نقص البروتينات والأحماض الأمينية الأساسية مثل التيروزين، بالإضافة لنقص الفيتامينات والمعادن كالحديد والزنك والمغنيسيوم، كلها عوامل محتملة تساهم في زيادة احتمالية حدوث رَجْفة اليد. لذلك فإن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالمغذيات اللازمة يشكل جزءاً أساسياً من الوقاية والعلاج لهذه المشكلة الصحية.
ثمة حالة طبية معروفة باسم مرض باركنسون والتي تعد أحد أهم مسببات الرعشة المستمرة بطريقة مميزة تتميز بها عن حالات الرعشة الأخرى. المرض ينتج عنه فقدان خلايا دماغية مهمة تعمل على تنظيم الحركة الطبيعية للجسم بما فيها حركة اليدين. الأعراض الأولى عادة ما تشمل رجفة بسيطة قبل أن تتطور لتشمل هياج وحركات قسرية أخرى.
وأخيراً وليس آخرا، يستخدم العديد من الأدوية لعلاج أمراض مختلفة ولكن لها آثار جانبية محددة منها رعشة اليد. مثلاً أدوية علاج الاكتئاب والنوبات القلبية وبعض مضادات الذبحة الصدرية هي فقط نماذج قليلة من مجموعة واسعة من العقاقير المسؤولة جزئيًا عن هذا التأثير الجانبي الخطير على نطاق العالم.
يجب دائماً زيارة الطبيب المتخصص لإجراء التشخيص المناسب ومعرفة السبب الرئيسي لرعشة اليد حتى يتم تحديد خط العلاج الأنسب لكل حاله بناءً علي شدتها ونوعيتها وعوامل خطر اخرى مرتبطة بكل فرد على حده.