بينما قد يكون هناك ميل لاستنتاج أن "الدنيا مش حلوة"، والتي ترجمتها حرفيًا إلى العربية تعني "الدني ليس جميلة"، يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال سب الدهر بناءً على بعض التفسيرات التقليدية. ولكن يجب استيعاب السياق والنوايا الكامنة خلف مثل هذه الأقوال.
وفقاً للأحاديث النبوية، ورد نهي عن سب الدهر لأن فيه نوع من الإساءة إلى الله تعالى نفسه. عندما يقول شخص "الدنيا ليست جميلة"، ربما يقصد أن الحياة هنا مليئة بالتحديات والمصاعب، وهذا صحيح وفقاً للمفهوم الإسلامي للدunyā باعتبارها مكان اختبار وليس مكان راحة دائم. لذا، لا يوجد خطأ في ذكر الواقع المؤقت لهذه الحياة ومقارنتها بالحياة الأخروية الأبدية التي تعد أجمل بكثير.
إذا كانت النية من قول "الدنيا مش حلوة" هي التأكيد على هشاشة الحياة الدنيا والتوجيه نحو التركيز على الآخرة، فإن هذا النوع من الحديث مدعوم بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية. مثال على ذلك الآية الكريمة: "(قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى) النساء/77". هنا يؤكد القرآن الكريم على محدودية ومتعة مؤقتة للحياة الأرضية بينما تقدم الاخرة أملاً أكبر لأولئك الذين يعملون بطريق الحق وخوف الله.
كما أكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أهمية النظر بعيون الواقيبة لوعورة الطريق إلى الجنة أثناء التجول وسط مغريات الدنيا الزائلة. نحن نشجع على النظر بنظرة حساسة تجاه زلات البشر وعدم تضخيم الأمور الصغيرة، تمامًا كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الأمر المرتبط بإنسان ميت يتم التعامل معه بسبب وضعه الحالي حيث أصبح عبئاً حتى ولو كان حيًا وقادرًا سابقًا.
بشكل عام، طالما أن الهدف من استخدام عبارات مثل "الدنيا مش حلوة" هو تقديم دعوة لطيفة لتذكر حدود الحياة القصيرة والمجزأة واتجاه نظر الأفراد نحو سعادة أبدية لأنه فقط الله قادر عليها، فلا يوجد أي ضرر شرعي مرتبط بتلك الكلمات نفسها. ومع ذلك، من الضروري الانتباه دائماً لنوايانا والتأكيد بأن كلامنا يدفع الآخرين للسعي لتحقيق رضا الرب وغايته الخالصة لعالمنا المرئي وغير المرئي.