إذا كان صديقك يطلب من الناس أجهزة ليوفرها لهم بالتقسيط، فيجب ألا يبيع لهم شيئًا قبل أن يملكه ويقبضه. هذا بناءً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: "إذا اشتريت مبيعًا فلا تبعه حتى تقبضه". يشمل هذا الحديث الطعام وغيره على الراجح، وقبض المنقول كالجهاز يكون بنقله.
أما بالنسبة لعلاقتك بصديقك، فإما أن يشتري منك الجهاز لنفسه ثم يبيعه على الناس، أو يمكن أن تشارك في تملك السلعة، فتشتريانها ثم تبيعانها على الناس، ويكون لكل منكما نسبة من الربح بحسب ما تتفقان. ويجوز أن يشارك بعمله فقط، أو بماله، أو بماله وعمله.
ومع ذلك، إذا كان الناس يطلبون الأجهزة بدافع الصداقة والزمالة ويظنونه متبرعا، فهو وكيل عنهم، فيشتري الأجهزة لهم، ولا يحل له أن يربح دون علمهم. يجب أن يعرّفهم بالبائع الذي هو أنت؛ لما يترتب على ذلك من آثار، كالرجوع عليك بالعيب ونحوه. وله أن يتفق معهم على أجرة للوكالة، وله أن يأخذ منك حينئذ عمولة على السمسرة.
فيما يتعلق بطلب الدفعات المقدمة قبل جلب السلعة المطلوبة، فهو غير جائز. يجب أن تتملك السلع بالفعل قبل طلب أي دفعات مقدمة.
والله أعلم.