الحمد لله، نشر صور المنتقبات على مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون محل خلاف بين العلماء، ولكن عندما تظهر المرأة المنتقبة في صورة وهي تمسك يد رجل ملتحي أو تضع رأسها على كتفه، فإن هذا يعتبر أشد كراهة. وذلك لأن ذلك قد يؤدي إلى إثارة الفتنة، حيث يمكن أن تحصل الفتنة من خلال المنقبة كما يمكن أن تحصل من غيرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التصرف يتعارض مع المروءة والحشمة.
الأمر الأكثر سوءًا هو أن نشر مثل هذه الصور قد يؤدي إلى سوء الظن بالمنتقبات وأهل الدين. فليس كل شخص قادرًا على التأكد من أن هذه المرأة هي زوجته. وإذا فتح الباب أمام مثل هذه الصور، فمن الصعب إغلاقه، ومن الصعب أيضًا منع الشباب من نشر صورهم مع فتيات لا يعرفونهن.
وقد بلي كثير من المسلمين بفتنة التصوير، حيث أصبحوا يصورون ما لا ينبغي إلا في البيوت ثم ينشرونه على الملأ. فهل يرضى رجل أن يظهر في الشارع وامرأته قد وضعت رأسها على كتفه؟ إذا كان لا يرضى بذلك، فكيف يرضى بنشر هذه الصورة على مواقع التواصل التي يدخلها أضعاف من يمكن وجودهم في الشارع؟
ومن المهم أن نتذكر أن المروءة هي المحافظة على فعل ما تركه من مباح يوجب الذم عرفًا، وعلى ترك ما فعله من مباح يوجب ذمه عرفًا. لذلك، ينبغي لكل عاقل ذي دين أن يتحلى بالمروءة ويبتعد عما ينافي الحياء ويبعث على الفتنة. نسأل الله أن يعصمنا من الفتن وأن يهدينا سواء السبيل. والله أعلم.