ورد النهي عن تعاطي السيف مسلولا خارج غمده، حتى لا يضر المسلم أخاه. فقد روى الترمذي (2163) عن جابر بن عبد الله قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا". ويشدد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، كما روى الإمام أحمد في "المسند" (34/74) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفا مسلولا، فقال: لعنة الله على من فعل هذا! أليس قد نهيت عن هذا؟ ثم قال: إذا سل أحدكم سيفه، فنظره، فأراد أن يناوله أخاه، فليغمده، ثم يناوله إياه".
ويُلحق بالسيف كل ما يخشى منه الضرر كالسكين ونحوه؛ لكن هذه الآلات ليس لها غمد في العادة، فتمسك من طرف شفرتها حتى لا تؤذي. كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإشارة إلى مسلم بسلاح أو حديدة أو نحوها، سواء جادا أو مازحا، لما قد يؤدي إليه ذلك من ضرر.
وعلى الرغم من أن بعض أهل العلم يعتبرون هذا من باب الأدب والكراهة، إلا أن الحذر والاحتياط في التعامل مع الأسلحة الحادة أمر مهم لتجنب أي ضرر محتمل. وهذا ينطبق أيضا على الأسلحة النارية الحديثة، حيث ينهى المسلم عن توجيه فوهتها نحو غيره، خاصة إذا كانت على وضعية الإطلاق.
وفي النهاية، فإن حكم الشيء حكم مثله، وفقا لقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "فبحكمته وعدله ظهر خلقه وشرعه، وبالعدل والميزان قام الخلق والشرع، وهو التسوية بين المتماثلين، والتفريق بين المختلفين".