في الإسلام، تعدُّ ولاية المرأة أمرًا أساسيًّا لإتمام عقد الزواج بشكل صحيح وصالح. تؤكد العديد من الأحاديث النبوية على ضرورة وجود ولي خلال عملية الزفاف، حيث ورد في حديث رواه أبو داود والترمذي وأخرجهما أيضًا الألباني ضمن "إرواء الغليل"، قوله صلى الله عليه وسلم: "أي امرأة نكحت بغير إذن مواليها فان نكاحها باطل". يؤكد هذا الحديث على بطلان تزويج الأنثى التي لا تخضع لوصاية رجل ذي سلطة شرعية مثل أب أو جد أو أخ لها. وقد اتفق معظم علماء الدين على عدم صلاحية المرء لتزويج نفسه أو حتى تمثيل امرأة أخرى في هذه العملية.
وعلى الرغم من أهميتها القصوى لهذه الوصاية، إلا أنها ليست عبئاً ثقيلاً يوكل إليها مهمة تحديد شريك حياة المرأة وحسب. إن الولي المساعد لأجل إبرام اتفاق نهائي يتعلق بالقانون المدني المتعلق بالأحوال الشخصية وليس السلطة مطلقاً. ومن ثم فهو مسؤول عن الحصول على موافقة الطرف الآخر والتوسط في التفاوض بشأن تفاصيل الصفقة. وبالتالي فإن دور الولي يشمل تأمين موافقتها جنباً إلى جنب مع الترتيبات القانونية ذات الصلة بصفته خبير قضائي قانوني.
ومن الجدير بالذكر أنه عندما يكون هناك نزاع حول حقوق الملكية بالنسبة لمن يُعد الأكثر قدرة على ملء هذا المنصب الرسمي داخل المجتمع المحلي وعائلتهم الصغيرة، كما هو موضح أدناه: ''إذا لم يكن لدى المعتمد الشخص الأكبر سنًا والعاقل والحاكم لحكم طفل آخر''(المصدر: كتاب المغني لابن قدامة)، ''يكون الآن متوجبا للشخص التالي الأعلى رتبة وأفضل حالا والذي يتمتع بتلك المواصفات''. وفي السياقات الحديثة حيث تتداخل الثقافة والقوانين الدولية مع المعايير التقليدية، غالبًا ما يمثل المحامون الأدوار الرسمية التنفيذية للمواطنين الذين قد يعيشون بعيدا جدا عن بعضهم البعض مما يجعل الاتصال المباشر صعوبا للغاية وضمان مشاركة كل شخص مهتم بهذه القضية أمر بالغ الأهمية هنا أيضا.
وفي المقابل، يجب التأكيد مجدداً بأن أولويتنا تكمن في فهم طبيعة المسؤوليات المرتبطة بهذه الحالة الخاصة بكامل العمق والمعنى. ويؤكد الفقهاء أنه بينما يمكن اعتبار تواجد الشهود شرطا أساسياً، فإن الكلمات المنطوقة هي جوهر الأمر برمته! لذلك فإن أي اجتماعات مصممة خصيصاً لهذا الغرض والتي تحتوي علي عبارات واضحة وقوية الارتباط نحو قبول طلب أحد أفراد الأسرة الأخرى لعروضهم المختلفة تعتبر فعالة ويمكن الاعتماد عليها تمام الثقة بمجرد موافقتها وانتقال خبرات الخبرة إلي تلك المشهد النهائي الأداء بنجاح.
وأخيراً نسأل الله عز وجل هداية الرشد واتخاذ القرار المناسب بناء على نصائح وتوجيهات ديننا الحنيف ليبقى الإنسان دائماً محافظا ومتبعا لسنة نبينا الكريم محمد رسول الرحمة والفضيلة.
