استخدام هيدروكسيد الأمونيوم في صبغ وفرد الشعر: الفتوى الوافية والمعايير الشرعية

في الإسلام، يحظر على النساء صبغ شعرهن بالسواد المطلق بناءً على الحديث النبوي الذي يقول "وجتنبوا السواد". كما ورد في فتاوى العلماء، بما في ذلك اللجنة ا

في الإسلام، يحظر على النساء صبغ شعرهن بالسواد المطلق بناءً على الحديث النبوي الذي يقول "وجتنبوا السواد". كما ورد في فتاوى العلماء، بما في ذلك اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحمد بن إبراهيم آل الشيخ، عدم جواز صبغ الشعر للسوددة لدى الرجال والنساء. ومع ذلك، ليس هناك مانع من صبغ الشعر بألوان غير السوددة بشرطين رئيسيين: ألا يكون الضرر مصاحبًا لهذا الفعل وأن يتم الامتناع عن التقليد السلبي للممارسات الثقافية الغربية التي قد تنتهك القيم الإسلامية.

بالحديث عن الهيدروكسيد الأمونيوم المستخدم بشكل شائع في منتجات تصفيف الشعر، يجب التأكد أولاً من سلامتها للصحة العامة وفقًا للأطباء المتخصصين. فقد أكدت دراسة علمية نشرت في مجلة "Journal of Cosmetic Dermatology" عام 2019 أن مستويات عالية من أمونيا يمكن أن تتسبب في تهيج الجلد وحساسيته عند الاستخدام المنتظم. بالتالي، ينبغي اختيار أنواع صبغات وشامبوات صديقة للبشرة وليس منها آثار جانبية خطيرة.

من منظور شرعي آخر، يجب التنبيه أيضًا إلى أهمية عدم إظهار الجسم المغري أثناء عملية التصفيف لمن هم خارج دائرة المحارم حسب تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية. بالإضافة لذلك، يعد خداع الخطاب باستخدام هذه المواد بهدف تضليل الآخرين جريمة محرمة شرعاً.

وفي نهاية الأمر، يعطي الدين الإسلامي حرية كبيرة فيما يتعلق بصحة الإنسان وحسن ظاهره مادامت الحدود الشرعية محفوظة وتم تجنب كل ما يؤدي لإلحاق الأذى بالنفس أو البيئة المعيشية. أخيرا ولكن ليس آخرا، تبقى مسألة الموازنة بين الروحانية والتقاليد والعصرية مسؤولية شخصية دينية تحت مظلة العقيدة الإسلامية برفق مع الاعتبارات الصحية والجمالية المناسبة لكل فرد.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات