هل يمكن للسفر عبر الزمن أن يحدث شرعاً؟ رحلة بين الواقع والفقه الإسلامي

التعليقات · 3 مشاهدات

في حين أن فكرة السفر عبر الزمن قد تبدو مثيرة ومليئة بالخيال العلمي، إلا أنها تتعارض مع العديد من العقائد الإسلامية الأساسية. وفقاً للمبادئ الفقهية، فإ

في حين أن فكرة السفر عبر الزمن قد تبدو مثيرة ومليئة بالخيال العلمي، إلا أنها تتعارض مع العديد من العقائد الإسلامية الأساسية. وفقاً للمبادئ الفقهية، فإن سفر الإنسان إلى الماضي أو المستقبل ليس ممكنًا فقط، ولكنه أيضًا غير جائز عقلياً وفكرياً.

البداية تكمن في نظرية ألبرت أينشتاين حول النسبية، والتي تقترح أنه يمكن تحقيق سرعات تفوق سرعة الضوء - وهو ما يشكل أساس فكرة السفر عبر الزمن. ومع ذلك، هذا الأمر مجرد فرضية نظريّة وليس لها أي دليل عملي حتى الآن.

أما فيما يتعلق بالسفر إلى المستقبل، فهو أمر مكفّر لأنه ينطوي على ادّعاء معرفة الغيب. يقول القرآن الكريم: "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" (لقمان: 34). وهذا يؤكد على عدم قدرة البشر على التنبؤ بالمستقبل أو تحديد مكان موتهم. كما أكدت الآيات الكريمة مثل "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" (النمل: 65)، على استحالة معرفة سوى الله للغيب.

بالنسبة للعودة إلى الماضي، فهي ليست فقط مستبعدة نظرياً بسبب قوانين الفيزياء، ولكنها أيضاً ممنوعة دينياً بناءً على النصوص القرآنية التي تنفى حضور الأنبياء السابقين والتاريخ القديم بشكل مباشر. فالله وحده العالم بما حدث قبل خلقه للعالم وسكان الأرض الحاليين.

إذاً، يعتبر السفر عبر الزمن سواء نحو الماضي أو المستقبل أمرا غير صحيح علمياً وغير مصرح به دينيًا حسب الشريعة الإسلامية. إنه يحيد عن الثقة العمياء بالإله ويخل بالتوازن الدقيق الذي رسمته لنا طبيعتنا الإنسانية والمقدرات الإلهية المعروفة منذ البداية.

التعليقات