قرآن الله: ليس جزءاً يُعبد ولكنه كلام مقدس يجب احترامه

التعليقات · 7 مشاهدات

في حوار ديني مهم حول طبيعة القرآن الكريم وعلاقته بالإيمان والإشراك، نوضّح هنا موقف الإسلام من هذه المسألة بناءً على الآراء الفقهية المعتمدة. أولاً، ال

في حوار ديني مهم حول طبيعة القرآن الكريم وعلاقته بالإيمان والإشراك، نوضّح هنا موقف الإسلام من هذه المسألة بناءً على الآراء الفقهية المعتمدة. أولاً، القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل الذي تحدَّثَ به وليس خالقِه، ومع ذلك فهو غير مخلوق تمامًا كعلم الله ورحمته ووجهه ويده وما إلى ذلك من صفات القداسة التي يتمتع بها الخالق العظيم. إنه خطاب إيماني سماوي يُعتبر مصدراً رئيسياً للحكم الأخلاقي والديني للمؤمنين.

ومن الجدير بالملاحظة أنّ صفات الرب سبحانه هي ذاتُه المقدسة نفسها، وليست كيانات مستقلة قابلة للع adoration (عبادة). لذا فإن ادِّعاء أن أيًا منها -ولو حتى القرآن نفسه- قد تُعبد يشكل نوعاً من الإشراك، وهو محظور شرعا بحسب الشريعة الإسلامية. فالعبادة مستحقة فقط لله الواحد القهار دون مشاركة أحد آخر فيها. عندما ندعو أو نسأل باسم الرحمن الرحيم عبر الصلاة والتضرّع طلبا للعون والمعونة، فنحن بذلك نتوجّه إليه جل شأنه بكل تواضع وإجلال، لا لصفته المنفصلة عنه. لذلك، فإن الدعاء باستخدام اسمٍ من أسماءه وصفتيه طريقة مشروعة ومقبولة للتواصل الروحي مع المولى عز وجل حسب الشريعة الغراء.

ختامًا، اجتنبوا ارتكاب الزلل بتفسير محتوى القرآن بشكل خاطئ واعتباره قطعة من ديانتنا محل adoration (عبادة)، فتذكروا دائمًا أنّ الرسالة الوضيئة لهذا الكتاب العزيز تنبعث من روحانية عظيمة تستحق التأمل والحماية كنماء ثقافي روحي عميق مصدر إلهام للإنسانية جمعاء. وعلى الرغم مما لديك من شكوك حول فهم الآخرين لحقيقة الأمر، حافظ على عقيدتك الصافية واتجه نحو طريق اليقين والثبات بإخلاص قلبك وطريقتك الخاصة في تأملي العميق فيما بينك وبين رب العالمين.

التعليقات