في الإسلام، تحديد من يقوم بالإمامة في المساجد يتم بناءً على مجموعة من الاعتبارات. وفقًا للأحاديث النبوية الشريفة ورواية الصحابي أبي مسعود الأنصاري كما ذكرها مسلم في صحيحه، "يؤم القوم أقراؤهم"، فإذا كانوا متساويين في القراءة، فالذي يعرف أكثر بالسنة، وهكذا. ولكن عندما تتعلق الأمور بمسجد له إمام راتب، فإن هذا الإمام يأخذ الأولوية. قال ابن قدامة: "إمام المسجد الراتب أولى من غيره؛ لأنه في معنى صاحب البيت والسلطان".
هذه الأولوية تنبع من كون الإمام الراتب بمثابة "سلطة" داخل المسجد، حيث لا يمكن لأحد أن يقوم بتقديم نفسه للقيام بالأمانة دون إذنه أو وجود سبب وجيه لذلك. لذا، عند غياب الإمام الراتب، يجب تقديم الشخص الذي يعتبر الأكثر معرفة بالقراءة والسنة بين أفراد المجتمع المسجدي، وليس هناك اعتراف خاص بالمؤذن لهذه المسؤولية. ورغم أنه ربما تكون هناك ممارسات ثابتة في بعض المجتمعات الإسلامية بأن يعين المؤذن أحد الأعضاء لتولي دور الإمام مؤقتا أثناء غياب الإمام الرئيسي، إلا أن هذه ليست قاعدة عامة ملزمة شرعا. ما يهم حقا هو عدم حدوث خلاف وانقسام بين أفراد المجتمع حول من سيتولى الإمامة، وأن تتم إقامة الصلاة بطريقة مشروعة ومنظمة.