الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه. يسعى العديد من صناع المحتوى اليوم لتقديم محتوى مفيد وقيم للمشاهدين عبر منصات مثل YouTube. ومع ذلك، تبقى تحديات أمامنا، خاصة عندما تأتي شروط الخدمة الجديدة بمخاوف شرعية. وفي ظل هذه الظروف، إليك قرار الواجب بشأن استمرار نشر المحتوى على YouTube ضمن ضوء الأحكام الإسلامية.
أولاً، يُمنع مساعدة الآخرين بشكل فعال في نشر أي نوع من الإعلانات التي تحتوي على منحرفات أو تشجع عليها. فقد نهانا القرآن الكريم عن التعاضد فيما بيننا لإثم أو عدوان. ولذلك، إذا كان بإمكان صانع المحتوى تجنب تماماً وضع إعلانات تضمنت مخالفات شرعية - سواء بتفعيله خيارات مانع الإعلانات أو البحث عن طرق أخرى - فعليه القيام بذلك دون تأجيل. يجب أيضاً التفكير في الانتقال إلى منصة أخرى قد توفر بيئة أقل عرضة للمحتويات المخالفة للأحكام الدينية. ولكن إذا كانت هناك مصالح راجحة ترتبط بنشر المحتوى الخاص بك والتي تتغلب على المشاكل المرتبطة بالإعلانات التجارية الضارة، وبخاصة حين يكون تقديم المعرفة والفائدة للمتلقي أهم اعتبار، فإن الاستمرارية تصبح جائزة بناءً على الآثار الشرعية التالية:
- طبيعة الإعلانات الموجودة حالياً هي واقع منتشر يصعب تجاهله تقريباً.
- يقع اختيار وأنشطة المعلنين خارج نطاق سلطة منتجي المحتوى ومصادر الفيديو الخاصة بهم.
- لو توقفت جميع أصوات الخير والمعرفة الآن، فسيكون المجال فارغا للمنكرات والأباطيل بالتوسع بلا رقابة.
- يعد مزاحمة المنتجات الباطلة والدفاع عنها باستخدام المواد المفيدة والمباحة جزء أساسي من تنفيذ العقيدة والقيم الأخلاقية كما حدده علماء الدين القدامى.
بالنظر لكل تلك العوامل المثيرة للتفكير والخلاف القانوني السابق ذكرها، يبدو أنه لا يوجد خطأ كبير في مواصلة نشر محتوى جيد للقرائن المبنية أعلاه طالما أنها تعرض بدون أي طريقة مباشرة لكسب الربح الشخصي من مصدر الإعلان نفسه. في الواقع، فقد أثبت الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية منصور شاه آل عمران الشهير بشيخ الإسلام ابن تيمية بأنه "عندما يتم تنفيذ الوظائف المقدسة مثل الدعوة والإرشاد والتوجيه والجهاد وحكمة الدولة وما شابهها... فلابد وأن يقوم المرء بعمل أشياء ممنوعة بطبيعتها أثناء القيام بها". بالتأكيد، ينطبق نفس الحكم هنا حيث يحتوي الوضع الحالي المتعلق بصناعة الإعلام الرقمي الحديث أيضًا عناصر مميزة مشتركة مع المواقف ذات الصلة التاريخية سابق الذكر. لذا وفقًا لهذا السياق المتكامل للحالة العملية، ستكون هنالك حاجة لبذل جهود فردية مكملة لتحقيق الحد الأدنى للهدف العام وهو الحد من انتشار مواد غير مناسبة عبر مواقع الإنترنت المختلفة ومن ضمنها فيديوهات مرتبطة بالقنوات الشخصية المفتوحة للاستخدام الشعاعي العريض. لذلك، فيما يتعلق بالنقطتين الثانية والثالثة تحديدًا، فإن أفضل طريق لاتخاذ موقف مناسب سيكون تحقيق القدر المستطاع تحت مظلة الأمكانيات المحدودة الممكنة داخل عالم الوسائط الرقمية والذي قد يعني استخدام بعض الأدوات التقنية المضادة للإشهار مثلاً ولكن فقط مقابل رسوم رمزية بسيطة أحيانًا مما يساعد كثيرًا فى توفير عملية ترشيح وتصفية جزئية نسبيتها أعلى نسبتها بالنسبة لحجم كميات الرسائل المعلوماتية المدعومة طبقا لاحتمالات ارتباط مضمونها بالسياقات الثقافية والقانونية الاجتماعية الخاصة بكل منطقة جغرافيا محليا وعالميًا عامّا حسب رؤية الجمهور العالمي الأصغر سنَّا والعائلة والعشائر العربية المؤمنة أساسا وكذلك أغلبية مجتمع المسلمين الأشمل نسبيًا والذي غالبا ما تكون لديهم ميولات وسلوكيات مختلفة جدا