حديث إنما الأعمال بالنيات: توضيح وتنوع في الروايات وروعة في الاتفاق والمعنى

التعليقات · 0 مشاهدات

يتحدث الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات"، والذي ورد في عدة كتب لأهل السنة والجماعة مثل صحيح البخاري ومسلم، عن أهمية النية في قبول العمل الديني. وهذا

يتحدث الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات"، والذي ورد في عدة كتب لأهل السنة والجماعة مثل صحيح البخاري ومسلم، عن أهمية النية في قبول العمل الديني. وهذا الحديث ليس مجرد قصة واحدة ولكن مجموعة من الروايات المختلفة قليلاً فيما بينها. ومع ذلك، فهي تشترك في نفس القاعدة والمبدأ الأساسي.

وفقاً لما ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى في كتاب "جامع العلوم والحكم"، فإن مصدر هذه الروايات يعود إلى يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو رجل معروف بدقه وموثوقيته. وقد انتشر هذا الحديث عبر العديد من الطرق المختلفة بسبب شهرة الأنصاري بين طلبة العلم. وعلى الرغم من اختلاف بعض ألفاظ هذه الروايات، إلا أنها تحافظ على جوهر الرسالة نفسها.

وقد أكدت الكتب المعتمدة مثل البخاري ومسلم على هذه الفكرة بشكل خاص عندما تذكر أن الإسلام يقوم على أساس ثلاث دعائم رئيسية وهي: الإسلام والإيمان والإحسان. وفي هذا السياق يتم التأكيد على دور النية باعتبارها العنصر الرئيسي لتقبل الأعمال أمام الله عز وجل.

وفي حين قد يبدو هناك تنافر أولي بين وجود تعدد للألفاظ داخل نفس الحديث الواحد، فقد وضحت التعاليم الإسلامية وجهة نظر واضحة حول الموضوع. يقول الترمذي رحمه الله بأن تغيير اللفظ بشرط عدم تبديل المعنى يعد أمراً مستساغاً لدى المؤرخين الذين يحتفظون بإتقان نقل الأسانيد والمتون الأصلية للحديث. ويضيف الشافعي إلى ذلك ضرورة معرفة متعمقة بلغتين العربية وبالتالي فهم عميق للمعنى الأصلي حتى يمكن إعادة صياغتها بطريقة أخرى دون خسارة أي جزء مهم منها.

ومن هنا يمكن فهم مدى صدقية وصحة كل رواية لكل فرد منهم حيث تأتي تحت مظلة مشتركة ذات مضمون أساسي موحد مما يدحض احتمالية تضارب النصوص المتعددة لنفس الأمر كما بيَّنت الفرصة المناسبة للتأكيد على أهم جانب ضمن طائفة واسعة ومتنوِّعة من الطبقات الاجتماعية وذلك استنادًا لحقيقة ثابتة تاريخياً والتي تتمثل باستمرارية انتشار تلك المعلومة الرئيسية بشأن حرص الحافظين الدقيق عليها منذ القدم لغاية يومنا الحالي تمامًا حسب وصف الامام احمد الذي يؤكد :"لقد اعتادت شريحة مؤثرة من حفظة الأخبار نقل المعلومات معتقدين اهميتها". لذلك يجب اعتبار ستة نسخ مختلفة لهذا البحث بمظهر واحد بذاتها رغم اختياراتها الخاصة لكل راوي لها تعكس كفاءته كمصدر قابل للنزول إليه والإستناد اليه بكل اطمئنان وثقة مطلقة نحو ادراك العمق السياسي لهذه المواقف واتخاذ القرار بناءً عليها وفق رؤاهم المستخلصة عنها بنتائج دقيقة لا لبس فيها ولا ارتباك لاحقا إن شاءالله .

التعليقات