وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، هو نبي الرحمة ومصدر التشريع الرباني. إنه كلام الله المنزل إليه، كما يقول القرآن الكريم: "وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى". ولذلك، فإنه محصن من الزلل والخطأ في كل ما يبلغه لنا من الوحي الإلهي. حتى في حالات الاجتهاد، التي يمكن أن تحدث عند أفضل البشر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم مصون عنها بسبب حفظ الله عز وجل له. فالذي يقوله النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان وحيًا أم اجتهادًا مستندًا إلى الوحي، فهو صحيح ودقيق.
أما بالنسبة للأحاديث الواردة حول أحوال أفراد معينين، مثل حديث السدي الشهير في تأويل قوله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا"، فهذه الرواية ضعيفة سندًا حسب اتفاق عدد كبير من علماء الحديث والفقه. والأصح والأرجح هو التأويل الذي يفسر الآية على أنها تشمل المؤمنين والمنافقين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس حكمًا فرديًا خاصًا بشخصيات معينة. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجيب بشكل قطعي عن المسائل الغامضة المتعلقة بالحالة الدينية لأناس عاشوا قبل بعثته دون رؤية واضحة لحالتهم الروحية النهائية.
وفي نهاية المطاف، فإن أي قول أو عمل للنبي صلى الله عليه وسلم يستند إلى مصدر سماوي أصيل ويستحق الاحترام والتقديس. ومع ذلك، نحن كمؤمنين يجب أن نتجنب الاستنتاجات الفردية المبنية على روايات مشكوك بها ونعتمد بدلاً من ذلك على فهم عام ومتكامل لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت إرشاد العلماء المحترمين.