توضيح معنى حديث 'ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي': بين النفي والإثبات

التعليقات · 0 مشاهدات

حديث "ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي" للإمام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يُشير إلى عظمة ومكانة الآية الكريمة ضمن أع

حديث "ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي" للإمام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يُشير إلى عظمة ومكانة الآية الكريمة ضمن أعمال الخالق عز وجل. ويعرب الحديث عن كون الآية خير دليل على قدرة الله وتوحيده، حيث إنها تعبر عن أسمائه وصفاته العليا، وهو الأمر الذي يعلو فوق أي عمل آخر في الكون.

وقد فسّر الصحابي الجليل سفيان الثوري هذا الحديث بأن جميع المخلوقات، سواء كانت سماوات أم أرضاً أم جنات أم نار، ليست بالمستوى المعنوي لقيمة وآيات القرآن الكريم. إذ لا يمكن لحروف حرف واحدة من كتاب الله إلا أن تكون عظيمة جداً بحد ذاتها، خصوصاً عندما يعلن الرب سبحانه وتعالى وجوده وحكمته وحفظته عبر أقواله المنزلّة علينا بواسطة الوحي المقدس.

وفي الواقع، يوضح العديد من العلماء المعاصرين نفس الفكرة: بينما هنالك اختلاف كبير بين ماهيتها ومعناها بالنسبة للأشخاص المختلفة، يبقى الجانبان مختلفان تمام الاختلاف. أولئك الذين يعتبرون القرآن مجرد مجموعة من القصص والتوجيهات يجب عليهم إدراك أهميته ودوره الديناميكي داخل حياة المسلمين اليوميين وعيش حياتهم وفق توجيهاته ومعانيه المجيدة. أما البعض الاخر فهو متيقن بأن الكتاب العزيز مصدر إلهام وخطة دقيق وعملي للحياة بشكل عام وهذا يعكس أيضا الرغبة والمعرفة الروحية المتقدة لهذه العقيدة السامية.

وتجدر الإشارة أيضاً الى موقف الامام احمد بن حنبل وابن تيميه وغيرهما ممن أكدوا ضرورة عدم التشكيك بايّ جزء مما جاء بالنص القرآني وان غاية الرسالة الشريفة تقديم رسالة سامية تتضمن الحقائق الدينية والحكمة الإنسانية الأخروية والعمرانية لكل البشر بغض النظرعن معتقداتهمnel العالم الطبيعي او خارجه. وعلى الرغم من تعدد التفسيرات حول طبيعته الغيبية فهو يستحق الاحترام والتبجيل نظرا لدوره الاستراتيجي للعهد اليهودي والمسيحي والموسوي بالإضافة لإسلامنا الاعلى شاناً وظهراً دينياً وفكرياً ورقياً حضارياً شاملاً منذ نزوله حتى الآن!

التعليقات