الهبة الزوجية بين الشريعة والقانون: دراسة لفقه الإسلام حول منح المرأة لنفسها في الزواج

التعليقات · 0 مشاهدات

في السؤال المطروح، يتم تسليط الضوء على حديث مهم حول دور المرأة في تقديم نفسها في الزواج، والذي ورد في "التمهيد"، الكتاب الفقهي الشهير. ويستند النص الق

في السؤال المطروح، يتم تسليط الضوء على حديث مهم حول دور المرأة في تقديم نفسها في الزواج، والذي ورد في "التمهيد"، الكتاب الفقهي الشهير. ويستند النص القرآني الكريم الذي ذكرته الفتوى إلى آية الأحكام الربانية التي تتعلق بهذا الموضوع تحديداً، حيث يؤكد القرآن الكريم على أهمية وجود مهر مناسب عند زواج المسلمة.

وفقاً للشريعة الإسلامية، يُعتبر المهر جزءاً أساسياً من عقد الزواج، نظراً لأنه يحقق عدة غايات منها تعزيز حقوق المرأة وضمان تكريمها واحترامها داخل العلاقة الزوجية. علاوة على ذلك، فهو يساهم في تحقيق التوازن الاقتصادي والحماية القانونية للمرأة. لذلك، فإن اتفاق الطرفين بشأن مقدار المهر أمر ضروري لإتمام عملية الزفاف بشكل شرعي وصحيح وفقاً للأحكام الدينية.

وقد أكدت معظم التفاسير والتقاليد الفقهية عدم جواز تزويج المرأة بدون مهر محدد ومسمى. ومع ذلك، هناك استثناء واحد فقط يسمح فيه بتقديم المرأة لنفسها مجانا وذلك عندما تكون تلك المرأة ذاتها هي زوجة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه الحالة خاصة حصراً بالنبي الأكرم ودون غيره من الرجال الآخرين.

بهذا السياق ذاته، يستنتج بعض الفقهاء قاعدة عامة مفادها أن أي شيء يمكن تبادله بالعوض أو المقايضة يُمكن أيضاً قبوله عبر هبة. ولكن، تُشير التعاليم الدينية بكل وضوح إلى أن العلاقات الحميمة بين الجنسين داخل مؤسسة الزواج تعد خارج نطاق هذه القاعدة العامة. فالقرآن الكريم يدعو إلى اعتبار الزوجات مصدر رزق وفائدة لهم (نحلة)، بينما يؤكد أيضًا حرمة انتفاع أحد بما ملك ملكا نهائيّا دون مقابلة مادية مناسبة سواء كانت نقدا أو عينًا قابلة للتبادل التجاري.

وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى اتفاق جميع العقلاء والفقهاء على عدم مشروعيتها شرعا لتزوّج المرء الأنثى بملكيتها المحض إلّا بمبلغٍ مدروس قدرة ومتعارف عليها اجتماعيا ضمن عرف مجتمعاتها؛ إذ يتعارض مثل التصرف مع طبيعة الثروة البشرية الغنية بالقيم الإنسانية الروحية والجسدية والتي تستحق الاعتراف الكامل بحقوقها المالية والمعنوية خلال مراحل حياتها المختلفة.

التعليقات