في موضوع حساس ومعقد من الشريعة الإسلامية، يحذر الدين الإسلامي بشدة من أي شكل من أشكال مساعدة أو دعم صنع الكحول - وهو ما يعرف بخمر- حتى لو كانت بطريقة غير مباشرة مثل البيع أو التجهيز أو أي دور آخر داعم لهذا المنتج المحرم. وذلك استناداً إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على "تعاون على البر والتقوى"، وتدعو لتجنب جميع أشكال التعامل مع المنكرات والمعصيات.
أما بالنسبة لسؤالك الثاني، هناك خلاف بين الفقهاء بشأن تأثير القيام بمعصية أثناء الصيام سواء أدت إلى فساد الصيام نفسه أم أنها تؤثر فقط على صحته وقبوله لدى الله. معظم العلماء يؤكدون أن المعاصي ليست سبب لفقدان صحة الصوم، ولكنها قد تنقص الثواب المحتمل لذلك اليوم الصومي. بينما يرى البعض الآخر، وعلى رأسهم ابن حزم الظاهري، بأن المعاصي خلال شهر رمضان يمكن أن تشوه صحتها تماماً.
لكن الأكثر قبولاً هو رأي جمهور الفقهاء حيث أكدت العديد من الروايات الصحيحة لدينا بأن عدم قبول عمل الشخص بسبب تناول الطعام المحرم قد يشكل عقبة أمام استجابة دعائه وصلاة وغيرهما من الأعمال الدينية. وهذا منطقي إذا أخذنا بعين الاعتبار قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يقبِل إلّا طيباً". وبالتالي يجب التنبيه هنا بأن عدم اتباع طريق الحقوق عند الحصول على لقمة العيش أو مصدر رزق قد يعيق قبول أعمال المرء.
ومن الجدير ذكره أيضاً أن هناك حديث نبوي يقول: "كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به"، مما يدل على أهمية تجنب كافة طرق الربح الغير مشروعة والحفاظ دائماً على الطريق المستقيم نحو رضا رب العالمين.