في الإسلام، تُحدّد المصارف الثمانية عشر الرئيسية للزكاة بشكل واضح في القرآن الكريم. وتُعتبر تلك الأموال مقدسة لمن هم بحاجة فعلية إليها كجزء من واجبات المسلم الدينية. وبناء على ذلك، يمكن استخدام زكاة المال لمساعدة المحتاجين الذين ليس لديهم القدرة المالية لتغطية نفقات معينة مثل العلاج الطبي والأدوية اللازمة.

بالنظر إلى حالة مرضى كوفيد-19 الحاليّة ونقص إمدادات الأكسجين، يُمكن النظر في منح فقير محتاج لنفقاته المتعلقة بالحصول على أسطوانة أوكسجين عبر شرائها منه. يجب التأكد أنه لا يمتلك الوسائل الكافية لهذه العملية التجارية الشرائية. ولذلك، بناءً على آراء العديد من علماء الدين، بما في ذلك الإمام عبد الرحمن بن قاسم والإمام محمد بن صالح العثيمين -رحمهما الله- ينبغي تقديم الزكاة نقدياً وليس كمادة مادية مباشرة (مثل إسطوانة الأكسجين). وذلك لأنه الأكثر فائدة للفقير الذي يمكنه تسخيرها حسب احتياجاته الشخصية. ومع ذلك، هناك استثناء ظروف خاص، مثل وضع الشخص الغائب عن الوعي (حيث يتم شراء الاسطوانة نيابة عنه باستخدام أموال الزكاة) أو تخفيف الظروف الاجتماعية القصوى والتي تتطلب إجراءات غير تقليدية لاستهداف الاحتياجات الإنسانية المؤقتة.

ومن الجدير بالذكر بأنه عندما تأخذ المنظمات الخيرية زمام المبادرة بشراء مستلزمات طبية جوهرية كالاسطوانات الأوكسيجن، ومن ثم توزيعها على عامة الناس صحيًا بغض النظر عن حالتهم الاقتصادية، حينئذٍ يصنف هذا العمل تحت بند "الصَّدَّقات"، وليست الزكاة. حيث أن الفقراء وحدهم فقط محدد لهم الحق القانوني في الحصول علي ثروات الزكاة والمخصصات المرتبطة بهذه الحالة الخاصة.

وفي النهاية، يبقى النهج الأنسب للحكم هو الاتفاق عليه مع فرد فقير مؤهل بالقانون وقادراً قانونيًا علي قبول هذا النوع من التعامل التجاري لاتاحة عملية الملكية مباشرة قبل القيام بعملية التسليم الرسمية للمنتج المرغوب فيه. وهذا الأمر مهم جدا لحماية سلامة المعاملة وضمان تحقيق الأهداف المرجوة لصالح المجتمع والفرد ذاته أيضًا.