في هذه الحالة، يُعتبر حكم صيام يومك يومًا صالحًا حيث لم ترَيِ الدم قبل وقت المغرب. وفقًا لقاعدة فقهية مهمة تدعى "الأصل"، يتم إضافة الحدث غير المؤكد إلى أقرب توقيت ممكن. وبما أنك لم تري الدم قبل المغرب، فهو يُعدّ حدثًا بعد المغرب. لذلك، يبقى صيامك صالحًا ويجب عليك مواصلة صيام ذلك اليوم كالمعتاد.
أما فيما يتعلق بالصلاة، فعند الشعور بغلبة الظن بأن الدم الذي لاحظته كان موجودًا بالفعل أثناء أداء صلاة المغرب، فهناك حاجة لإعادة تلك الصلاة فور الطهارة. وذلك بناءً على قاعدة أخرى وهي اعتبار "الأحداث" متعلقة بالأوقات الأقرب سواء بالزمان أو المكان. وفي حالتك، يشير ظهور الدم حديثًا بعد الانتهاء من الصلاة إلى احتمالية كبيرة بأنه لم يكن حاضرًا أثناء أدائك للصلاة. لذا تبقى صلاتك صحيحة حسب معظم الآراء الفقهية المعروفة. ولكن إذا تبحر في شكه حول الأمر، تجدر الإشارة إلى وجود بعض التفسيرات التي تنطبق على أي موقف مشابه، وهو الأخذ بما يقيم الدليل عليه بشكل أكبر اعتماداً على عوامل مثل طبيعة التدفق وموقع قطرة الدم وغيرها مما يساعد على تحديد دقيق لتاريخ بدء فترة حيضك.
وفي النهاية، يستحق التنويه كلام ابن باز رحمه الله: "(...لكن لو غلب على ظنها أنه سبق الغروب..فلابد لها من قضاء تلك الفرضة وإثم ترك القضاء فيها". بالتالي، القرار يعود إليكي بالنظر جيّد للعوامل المختلفة واتباع أفضل فهم لك للقصة كي تستطيع اتخاذ القرار المناسب بشأن عملية التعويض المحتملة للصلاة المرتبطة بتلك الفترة.
