في حالة زوجتكِ الكريمة، حيث تأخرت دورتها الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر، ونزلت أخيراً بتاريخ الثامن عشر من شهر أغسطس، وكان النزيف متفاوتاً وقليل نسبياً، مما دفعكم لرؤية الطبيبات وصف بعض الأدوية، والتي لم تؤدي للغرض المنشود إلا مؤقتًا. هنا بعض التوجيهات الشرعية الخاصة بحالتها:
الأولى: الدم الذي ينزل يمكن اعتباره دورة شهرية، بغض النظر عن مدة الفصل بين دورات الحيض المختلفة. وعليه، فإن الفترة الزمنية التي طالت لنزول الدورة -وهي ثلاثون يوم تقريباً- يجب حسابها كدورة حيض كاملة. وعلى الرغم من ذلك، هناك قاعدة مهمة وهي أنه عندما يزداد طول فترة الحيض عن خمسة عشر يوماً، يُعتبر الجزء الزائد منها "استحاضة". وبالتالي، اعتباراً من اليوم الخامس عشر وما بعده، كانت زوجتك مصابة باستحاضة وليست دورة شهرية حقيقية. لذلك، تغسل نفسها وتصلي وتصوم كما هي العادة حال كون الشخص ليس لديه دورة شهرية.
الثانية: بالنظر للحالة الفعلية لوضع الزوجة واعتبارها لم تمتلك نظاماً واضحاً للدورة الشهرية، تم اللجوء لاستخدام طريقة "التمييز"، أي فصل التدفقات الحمراء الواضحة والتي تعرف بأنها جزء من الدورة الشهرية عن التسريبات البيضاء التي تُعدّ علامة للاستحاضة. ومن هنا، بمجرد التأكد فعلياً من بلوغ مرحلة الاستحاضة عبر مرور خمسة عشر يوماً منذ بداية نزول الدم بشكل واضح ومتواصل، تقوم بالتطهر والاستعداد لصلاة وصيام.
وفي السياقات المستقبلية، عند حدوث اضطراب مشابه، ينصح بالحذر وضمان عدم المخاطرة بإفساد الفرضيات حول وجود دورة شهرية جديدة أثناء مرحلة الاستحاضة بدون انتظار تحقيق الحد الأعلى وهو خمسة عشر يوماً. فمثلاً، إذا مر سبعة أيام وغادرتهم ظروف الاحتمال بأنه مجرد توقيت خاطئ لبدء دورة شهرية جديدة. إذَنْ تبدو مساحة الاستحاضة واضحة ويمكن التعامل مع الأمر طبقا لما ورد بالسابق.
أما فيما يتعلق بصيام تلك الفترة المضطربة التي شهدوها في رمضان العام الماضي والذي امتدت إليه آثار مرض الاستحاضة المؤقتة لديها... فالصيام قائم ومقبول شرعا مادمنا نجزم بأن اليوم الخامس عشر باتجاه نهاية المشكلة الصحية قد انقضى بالفعل قبيل حلول أمسية ذات اليوم نفسه ضمن جدول الأعمال المعاصر للمرأة المسلمة عموما. فرغم الخطإ المحتمل بشأن فهم التشخيص الظرفي لحالة نزوح الدم وانتظاره حتى الوصول للأهداف المتوقع تحقيقها قبل البدء بالقواعد المصاحبة لكل منهما بشكل فرداني، إلّا إنه وبعد توثيق الحقائق على الأرض وتحويل الأمور نحو الاتجاه التصحيحي الملائم تماماً للمعايير الواردة بتعاليم الدين الإسلامي المحمدي المطهرة... يتم قبول كامل أعمال الصوم المدونة لنصف خانة ربع السنة الأخيرة ضمن التقويم الشمسي القديم الموحد لدى المسلمين كافة بلا خلافات ذات أثر ملحوظ داخل المجتمع الإسلاميعامة والإسلام خصوصا! نسأل الله الكريم الرحمن الرحيم رب العالمين جل شأنه أن يجزي خيرا جميع المكرمين والمؤمنين وأن يحفظ أحبابنا ويوفقنا ويتفضل علينا بعظيم جناته واسعه الآفاق آمين يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.