يعتبر العسل واحداً من أكثر المنتجات الطبيعية شهرةً وفعاليةً في مجال الصحة والعافية. ومع ذلك، فإن الاستخدام الحديث للعسل خارج نطاق الأكل يثير اهتمام العديد من الناس حول العالم. واحدة من الطرق المتزايدة الشهرة هي تطبيق العسل مباشرة على الجسم، خاصة في منطقة السرة. هذه الفكرة ليست جديدة تماما؛ فقد كانت مستخدمة منذ القدم لأسباب صحية مختلفة. دعونا نتعمق ونستكشف الفوائد المحتملة لهذه التقنية القديمة.
العسل غني بالعناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية التي يمكن امتصاصها عبر الجلد بعد وضعه على السرة. هذا الامتصاص المباشر قد يساهم في تعزيز الصحة العامة للجسم بطرق متعددة. أولاً، يُعتقد أن العسل له خصائص مضادة للأكسدة قوية، مما يعني أنه يمكن أن يساعد في حماية الخلايا ضد الضرر الناتج عن الجذور الحرة - وهي ذرات غير مستقرة مرتبطة بالشيخوخة وأمراض القلب وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.
ثانياً، يحتوي العسل أيضا على مركبات فريدة تسمى إنزيمات الهيدروليز القادرة على قتل البكتيريا والفطريات والفيروسات. وهذا يجعله خياراً طبيعياً لعلاج الالتهابات المختلفة، بما فيها تلك الموجودة داخل الجسم عند تعريضها للسطح الخارجي للجلد. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى دور محتمل للعسل في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين مقاومة الإنسولين - وهو أمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
بالإضافة إلى فوائده الصحية الداخلية، يمكن للعسل أيضاً تقديم حلول خارجية لإدارة مجموعة متنوعة من الحالات الجلدية. عموما، يتمتع بشعبيته كمرطب طبيعي بسبب قدرته على الاحتفاظ برطوبة البشرة والحفاظ عليها مرنة ومشرقة. ولكن عندما يستخدم محليا حول السرة، ربما يعمل كمُصالِح طبيعي للمشاكل المحلية مثل الأكزيما والجروح الصغيرة والبثور.
أخيرا وليس آخرا، هناك فهم جديد نسبيا حول العلاقات بين الجهاز العصبي والميكروبيوم الداخلي للجسم (أي مجموع جميع البكتيريا المعوية). ويبدو أن العسل يلعب دوراً مهماً هنا أيضًا، حيث يتألف جزئياً من مواد غذائية قابلة للهضم والتي تدعم نمو أنواع معينة من البكتيريا المفيدة لصحة الجهاز الهضمي العام وسعادة الإنسان النفسية بشكل عام.
مع كل هذه الاعتبارات المثيرة للاهتمام، يبدو واضحا أن تقنية استخدام العسل حول السرة لها جذور تاريخية وفوائدا بيولوجية عديدة تستحق الاكتشاف والتطبيق بحذر واستشارة متخصص الرعاية الصحية قبل البدء بها إذا كنت تعاني بالفعل من حالة صحية محددة تتطلب علاجاً دقيقاً ومتخصصاً. وتذكر دائما بأن الاختلافات الفردية موجودة وأن ما يناسب شخص واحد قد لا يناسب الآخر تماما!