في الإسلام، المعاملة بين الزوجين يجب أن تتم بالمعروف وفقاً لما جاء في القرآن الكريم: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (البقرة: 228). يوضح علماء الدين أن الواجب على كلا الطرفين تحقيق هذه المعيشة المشتركة بالمعرفة بما تمليه الشريعة والمألوفة الاجتماعية.
وفقًا لفهم أهل العلم مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، تعتبر الخدمة المتبادلة جزءًا أساسيًا من العلاقة الزوجية. ومع ذلك، فإن طبيعة الأعمال المنوط بها الزوجة ليست ثابتة بشكل كامل في التقاليد الدينية. بدلاً من ذلك، يتم تحديدها غالبًا بناءً على الأعراف والتقاليد المحلية. في كثير من الثقافات الإسلامية، تُعتبر إدارة شؤون الأسرة الداخلية، بما فيها أعمال المنزل، مسؤولية مشتركة بين الأزواج.
أما بالنسبة لشراء مستلزمات المنزل من الخارج - أي التسوق - فهو ليس ملزمًا للشريكة بشكل خاص حسب التعاليم الدينية. هذا النوع من المسؤولية قد يتغير باختلاف المجتمعات والثقافات. بينما يُنظر عادة إلى الرجال كمقدمين رئيسيين لهذه الاحتياجات في العديد من البلدان، هناك حالات يكون فيها النساء هم الذين يقومون بالتسوق نيابة عن عائلتهم.
إذا وجدت الظروف أن الرجل غير قادر على القيام بهذه المهام بسبب جدول عمله المضغوط، فقد يكون من المناسب أن تقدم الزوجة المساعدة حتى لو لم تكن تلك هي النمط التقليدي المفضل لديهم. إذا كانت سيدة المنزل ماهرة ومطمئنة بشرائها للمستلزمات ولا يحدث أي انتهاكات ثقافية في منطقة سكناها، فعندئذ يمكن اعتبار مساعدتها مفيدة وزوجها سيقدر جهودها بلا شك. لذلك، يبقى الحكم النهائي حول دور المرأة في تسوق البقالة متروكًا للممارسات الفردية لكل أسرة ولكل مجتمع.
والخلاصة أنه رغم عدم كون التسوق إلزاميًا بشكل صارم للزوجات حسب النصوص الدينية، إلا أنها تستطيع تقديم يد العون لزوجها عند الضرورة، وذلك تحت مظلة المعاملة بالنصف المعتاد طبقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية والقواعد الأخلاقية العامة.