- صاحب المنشور: منير الغنوشي
ملخص النقاش:في ظل الثورة التكنولوجية العالمية التي نعيشها اليوم، أصبحت الرقمنة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من العمل إلى التواصل الاجتماعي والتعليم وغيرها الكثير، يتم التحول نحو العالم الإفتراضي بسلاسة وكفاءة غير مسبوقتين. ولكن هذا الانتقال السريع قد طرح تساؤلات حول تأثير هذه التقنيات على الصحة النفسية للأفراد.
تُعتبر الأبحاث الحديثة لهذه المسألة غنية ومتنوعة. وفقاً لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة "Lancet Psychiatry"، ارتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالاكتئاب والأرق لدى الشباب. حيث يشعر البعض بالضغط بسبب المقارنة المستمرة مع الآخرين الذين يظهرون حياة مثالية عبر الإنترنت.
كيف يؤثر الاستخدام الزائد للتقنية؟
يعد الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات أحد العوامل الرئيسية المؤثرة. هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص الحركة وبالتالي زيادة الوزن والسمنة، مما يساهم في حدوث أمراض القلب وتغيرات مزاجية سلبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض طويل المدى لأشعة البلو راي الصادرة من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر قد يضر بجودة النوم ويسبب القلق والإجهاد.
الأثار الاجتماعية والنفسية
بالإضافة إلى التأثيرات الفسيولوجية، هناك جوانب نفسية واجتماعية جديرة بالمناقشة أيضًا. بعض المستخدمين يعانون من مشاعر الوحدة والعزلة رغم وجودهم الدائم على المنصات الإلكترونية. كما يمكن أن تتطور إدمان الوسائط المتعددة كمشكلة صحية خطيرة تحتاج للعلاج عند الوصول لمستويات عالية جدًا.
الحلول المحتملة
معرفة المشكلات هي الخطوة الأولى لحلها. يمكن للمستخدمين تعزيز عادات صحية مثل تحديد وقت محدد للتواصل عبر الإنترنت وممارسة الرياضة بشكل منتظم والحصول على قسط كافٍ من الراحة. كما أنه من المهم تشجيع التفاعل الشخصي وجهًا لوجه وإعادة توازن بين الحياة الواقعية والحياة الافتراضية.
بشكل عام، بينما توفر لنا الرقمنة العديد من الفرص والمزايا، فإنه ينبغي علينا أيضاً النظر بعناية في الآثار المحتملة لتجنب أي تأثيرات سلبية غير ضرورية على صحتنا العامة وعلى راحتنا النفسية.