الحمد لله، نعرض لكم هذه الفتوى تفصيلاً لمساعدة المسلمين على فهم أحكام الوضوء والعبادات الأخرى بشكل صحيح ودقيق.
بالنسبة لاستنشاق الماء أثناء الوضوء، يوافق جمهور الفقهاء، بما في ذلك الحنفية والمالكية والشافعية، على أن الاستنشاق مستحب وليس واجباً في الوضوء. ومع ذلك، يشترط بعض العلماء، مثل الحنابلة، الاستنشاق باعتباره جزءاً أساسياً من الوضوء. هذا بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال "إذًا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء". أما بالنسبة للغسل، فقد اعتبر الحنفية والحنابلة أن المضمضة والاستنشاق ضروريان، بينما يعتبرهما الآخرون سنة مؤكدة فقط.
أما بشأن سؤالك حول السجود خلال الصلاة، فأوضح العلماء أن السجود يكون واجباً ومطلباً محكوماً بشرط القدرة البدنية. إذا كان الشخص قادرًا على السجود ولكن اختار الاكتفاء بانحنائها، فإن صلاته تكون غير صحيحة حسب معظم المدارس الفقهية. وذلك لأن الحديث الشريف يؤكد أهمية أداء جميع جوانب الصلاة كما وردت في السنّة النبوية.
وفي حالة وجود مرض يمنع المصلي من السجود، يجوز له السجود المستلقي أو الإشارة للسجود وفق تقرير الطبيب المعترف به. ويسمى هذا النوع من الصلاة بصلاة المقعدين أو الذين يعانون ظروف صحية تعوق أداء الأفعال التقليدية للصلاة كالجلوس والتكور والخفض للسجود وما إلى ذلك.
خلاصة القول، من المهم اتباع تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم وأنواع الأعمال المرتبطة بكل عبادة. ولذلك يجب دائماً التأكد من إدراج جميع الخطوات اللازمة في كل طهارة وصلاة حتى تتقبّل أعمالنا أمام الرب عز وجل.