تعويض الذنوب والصيام المتأخر: حكم الإسلام حول قضية المسلم الأوروبي

التعليقات · 0 مشاهدات

بالنسبة للمسلم الذي فضّل عدم صيام رمضان خلال الأربع سنوات الماضية بسبب ظروف عمله في أوروبا، حيث كانت ساعات النهار طويلة، والحمد لله أنه الآن بدأ يعي م

بالنسبة للمسلم الذي فضّل عدم صيام رمضان خلال الأربع سنوات الماضية بسبب ظروف عمله في أوروبا، حيث كانت ساعات النهار طويلة، والحمد لله أنه الآن بدأ يعي مسؤولياته الدينية، فهو مطالب باتخاذ عدة خطوات لتصحيح وضعه الشرعي. أولاً، ينبغي له التوبة الصادقة إلى الله عز وجل عما بدر منه من تفريط وتعليم نفسه وتحسين معرفته بالأحكام الإسلامية.

في حين أن طول الليل قد يشكل تحدياً للجسم البشري، إلّا أنه ليس عذراً شرعياً للإفطار في رمضان حسب الشريعة الإسلامية. الشخص المصاب بمخاوف صحية حقيقية الناتجة عن الصوم يمكن أن يفطر بشرط أن يحافظ على باقي يومه ويتبع ذلك بصيام يوماً آخر لاحقاً. ولكن هنا الأمر مختلف؛ فقد أخل هذا الرجل بالتزاماته الدينية بدون سبب مشروع.

المسؤولية التي تقع على عاتقه تتمثل في ثلاثة جوانب أساسية:

  1. القضاء: إذا استطاع القيام بذلك، عليه داوم القضاء لكل يوم أفطَر فيه سابقاً بالإضافة إلى دفع كفارة عن تأخره في تطبيق أحكام الدين الإسلامي والتي تتضمن تقديم وجبة واحدة لمسكين لكل يوم فُطر فيه. وبحسب فقهاء المالكيّة، فإنّ الكفارة المذكورة هي كيلو ونصف الكيلوغرام من الغذاء المناسب لسكان المنطقة المحليين سواء كان رزًّا أم غيره مما هو معروف لدى العامة كتمر وغيرها.
  1. الكفارة: حتى لو لم يعد قادراً على الصيام لأسباب خارج سيطرته مثل تقدم العمر بشكل كبير جداً مثلاً، فسيكون مطلوباً منه صرف كمية محددة من الطعام لفائدة المحتاجين بناءً على رأي أحد علماء المسلمين المعروفين وهي مقدار ملعقتين صغيرتين للغداء الواحدة لكافة الأشخاص الذين تركوا تعويضاتهم وتكاليفهم المالية خلفهم.
  1. التوكيل: إذا توفي قبل تنفيذ أيٍ منها، فالوصي القانوني للحالة سوف يقوم بها نيابة عنه مستخدماً جزءا من التركة الخاصة به لهذه غاية الخيرية والإغاثة الإنسانية للأكثر حاجة وفق تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كما وردت عبر الحديث القدسي "والذي نفس محمد بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات وحسن الخاتمة إنه سميع مجيب الدعوات.
التعليقات